في هذا الكتاب القيم بعنوان “ملكية الأرض والثورات الطبيعية في الفقه الإسلامي؛ دراسة فقهية مقارنة”، يقدم الباحث والمفكر محمد مهدي الآصفي دراسة دقيقة وشاملة في ميدان الفقه، حيث يتناول قضية حيوية تمس جوهر حياة المسلمين جميعًا، وهي ملكية الأرض والثروات الطبيعية. تأتي هذه الدراسة في إطار فقهي مقارن، حيث يتناول الباحث آراء المذاهب الإسلامية المختلفة بمستوى عمق وإلمام بالأدلة الشرعية التي يعتمد عليها العلماء.
يستعرض الآصفي في كتابه هذا آراء المذاهب الإسلامية بشكل دقيق وتفصيلي، حيث يقدم تحليلًا مفصلًا للمفاهيم والقواعد الفقهية المتعلقة بملكية الأرض والثروات الطبيعية. يرتكب الكاتب نفسه لفحص القضايا باستنباط الحكم الشرعي والتمحيص الدقيق على وفق الأدلة الأربعة التي تعتبر مصدر الإجتهاد والاستدلال في الفقه الإسلامي.
تتميز هذه الدراسة بالطابع الحديث والتفكير العصري، حيث تحث العلماء والباحثين على إعادة النظر في هذه القضايا المهمة، مع التركيز على التغيرات التي تحدث في العالم المعاصر وكيفية تأثيرها في عملية الاستنباط الشرعي. ومن ثم، يوجه الآصفي دعوة للفقهاء والعلماء لدراسة المواقف الشرعية تجاه سلب أراضي المسلمين ونهب ثرواتهم، ويشجع على توحيد الصفوف بين المذاهب الإسلامية للحفاظ على هذه الثروات التي وهبها الله تعالى للأمة الإسلامية بأسرها.
يتألق الكتاب بأسلوبه السلس والمتقن، مما يجعله مقروءًا ومفهومًا للقارئ من مختلف الفئات. يتميز بالعمق الفكري والتحليل الدقيق، مما يجعله مرجعًا هامًا للباحثين والطلاب والعلماء في ميدان الفقه الإسلامي. يتسم الكتاب بتقديم معلومات شاملة حول محتواه، مما يجعله ضروريًا لكل من يهتم بدراسة الفقه والقضايا الاقتصادية والاجتماعية في الإسلام.