الفطر ذو اللون الأصفر المائل للبرتقالي: فطر “دجاج الغابات” (Laetiporus sulphureus)
فطر “دجاج الغابات” أو “Laetiporus sulphureus”، هو نوع من الفطريات ينتمي إلى العائلة Polyporaceae. يتميز هذا الفطر بلونه الأصفر الزاهي الذي يشبه ألوان دجاج الغابات، ولهذا السبب حصل على اسمه الشائع. يعد هذا الفطر من الأنواع الفطرية غير السامة والمشهورة بين الجامعين، كما يُعتبر غذاءً لذيذاً وغنيّاً بالقيمة الغذائية. يمكن العثور عليه في الغابات والأشجار المتساقطة على وجه الخصوص، حيث ينمو على الأشجار المتعفنة أو الميتة، ويُعتبر من الفطريات المحبة للحرارة والرطوبة.
التصنيف العلمي لفطر “دجاج الغابات”
- الاسم العلمي: Laetiporus sulphureus
- الاسم الشائع: دجاج الغابات (Chicken-of-the-woods)
- الفئة: فطر
- الرتبة: Polyporales
- العائلة: Polyporaceae
يتصف هذا الفطر بمظهره الفريد الذي يميزّه عن الفطريات الأخرى، حيث يشبه قطعاً من لحم الدجاج الأبيض أو من الجلد البشري المتعفن بلونه البرتقالي والأصفر المائل للذهبي. ينمو عادةً في تجمعات كبيرة ومتراصة على جذوع الأشجار أو على جذوع الأشجار المتساقطة، حيث تتساقط قطع الفطر إلى الأرض بعد نضوجها.
الوصف والمظهر
يتميز فطر “Laetiporus sulphureus” بمظهره المميز، حيث يتكون من طبقات رقيقة تنمو في شكل رفوف أو “رفوف الأشجار”. هذه الطبقات تكون لحمية وناعمة عند البداية، ثم تصبح أكثر كثافة وصلابة مع مرور الوقت. يظهر الفطر باللون الأصفر الساطع في البداية، ولكنه قد يتحول إلى اللون البرتقالي المائل إلى البني أو الأحمر مع تقدم العمر. الشكل العام يشبه الأجنحة أو الريش، مما يعزز الاسم الشائع له “دجاج الغابات”.
البيئة والنمو
ينمو فطر “Laetiporus sulphureus” في المناطق الدافئة والرطبة، ويُفضل العيش على الأشجار الميتة أو المتعفنة، خصوصاً الأشجار المتساقطة مثل البلوط، الصنوبر، والبلوط الأحمر. ويُلاحظ عادةً في الغابات الكثيفة أو المناطق الحرجية حيث توجد الكميات الكبيرة من المواد العضوية المتحللة.
القيمة الغذائية والاستخدامات
يمتاز فطر “دجاج الغابات” بقيمته الغذائية العالية. يحتوي على العديد من العناصر المغذية مثل البروتينات والألياف والفيتامينات والمعادن. يُعتقد أن هذا الفطر يحتوي على مركبات مضادة للأكسدة، مما يجعله مفيداً للصحة العامة. يمكن تحضيره بطرق متنوعة مثل القلي أو الشواء أو إضافته إلى الحساء واليخنات، حيث يتسم بنكهة مميزة تشبه نكهة الدجاج، ولهذا يُطلق عليه اسم “دجاج الغابات”.
فوائد صحية محتملة
على الرغم من أن فطر “Laetiporus sulphureus” ليس سماً ولا يحتوي على مركبات سامة، إلا أن له فوائد صحية قد تكون مهمة. تشير بعض الدراسات إلى أن هذا الفطر يحتوي على مضادات أكسدة يمكن أن تساعد في مكافحة الالتهابات والشيخوخة المبكرة. كما أن له تأثيرات قد تكون مفيدة في تقوية جهاز المناعة. مع ذلك، يجب استشارة الطبيب قبل استخدام الفطر لأغراض طبية أو علاجية.
الحذر عند الجمع
بينما يُعتبر فطر “دجاج الغابات” آمنًا للاستهلاك في معظم الحالات، يجب الحذر عند جمعه من البرية. نظرًا لأن العديد من الفطريات تبدو متشابهة، يمكن الخلط بين الأنواع السامة وغير السامة، مما قد يؤدي إلى التسمم إذا لم يتم تحديد الفطر بشكل صحيح. لذلك، من المهم أن يكون جامعو الفطريات على دراية تامة بأنواع الفطر المختلفة وكيفية التعرف على الأنواع الصالحة للأكل.
التوزيع الجغرافي
ينتشر فطر “Laetiporus sulphureus” في العديد من المناطق حول العالم، بما في ذلك أمريكا الشمالية، أوروبا، وآسيا. يُعتبر شائعاً في الغابات المعتدلة والمناطق ذات الطقس الرطب. في بعض المناطق مثل أوروبا، يُطلق عليه اسم “Gemeiner Schwefelporling” باللغة الألمانية، بينما يُسمى في إسبانيا “Poliporo azufrado”.
طرق تحضير فطر “دجاج الغابات”
يمكن تحضير فطر “Laetiporus sulphureus” بعدة طرق مختلفة للاستمتاع بنكهته الفريدة. يُفضل استخدامه في الطهي على النحو التالي:
- الشواء: يمكن تقطيع الفطر إلى شرائح سميكة وشويه على الشواية. يمكن إضافة التوابل والزيوت النباتية لتعزيز النكهة.
- القلي: يتم قلي الفطر بعد تغطيته بالدقيق أو البقسماط لإضفاء قشرة هشة وطعم لذيذ.
- الطهي في الحساء: يُضاف الفطر إلى الحساء واليخنات، حيث يمنح الأطعمة نكهة مميزة تشبه نكهة الدجاج.
- الحفظ: يمكن تجفيف الفطر لاستخدامه لاحقًا في الطهي أو تخزينه في الفريزر.
خاتمة
يُعد فطر “دجاج الغابات” أو “Laetiporus sulphureus” واحداً من الفطريات الرائعة التي توفر العديد من الفوائد الصحية والغذائية، ويشتهر بكونه فطرًا صالحًا للأكل يتميز بنكهته الفريدة. مع ذلك، من الضروري معرفة كيفية جمعه بشكل صحيح والتمييز بين الأنواع السامة والفطر الصالح للأكل لتجنب أي مخاطر صحية. إذا تم التعامل معه بشكل صحيح، يمكن أن يكون هذا الفطر إضافة رائعة إلى المطبخ الطبيعي والعضوي.