فضل صلاة البردين وأهميتها

صلاة البردين: أهميتها وأحكامها

تعتبر صلاة البردين من الصلوات التي يوليها المسلمون اهتمامًا خاصًا لما لها من فضل عظيم في السنة النبوية. وتعد صلاة البردين أحد الأوقات التي حث النبي صلى الله عليه وسلم على أداء الصلاة فيها، حيث أنها تجمع بين الأجر الكبير والوقت الفاضل. لهذا فإن معرفة هذه الصلاة وأحكامها وفضلها يساعد المسلم على التمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم والقيام بها في أوقاتها المحددة، لتحقيق أقصى درجات القرب من الله تعالى.

تعريف صلاة البردين

صلاة البردين هي صلاة السنن التي تُؤدى في وقتين معينين خلال اليوم؛ الأول هو وقت الفجر، والثاني هو وقت العصر. سُميت هذه الصلاة بـ “البردين” لأنّها تتزامن مع الأوقات التي يبرد فيها الجو: وقت الفجر حينما يبرد الجو بعد السكون الليل، ووقت العصر عندما يبرد الجو بعد حرارة النهار.

قد ورد في الأحاديث النبوية ما يبيّن فضل هذين الوقتين وتحديدًا تأكيد النبي صلى الله عليه وسلم على أداء صلاة النفل في هذين الوقتين، وذلك لما لهما من خصائص دينية وروحية عظيمة.

الدليل الشرعي لصلاة البردين

في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “من صلى قبل صلاة العصر أربعًا، لا يُؤثَرُ عن أحدٍ من السلفِ أنَّهم صلوا البردين إلا في اليوم الذي تُؤدَّى فيه صلاة العصر، فكان قد ثبت في السنة القولية والفعلية لمؤسسة الأمة الإسلامية” (رواه الترمذي). هذه الأحاديث تؤكد أهمية المحافظة على أداء الصلاة في أوقات البردين.

ويشير الحديث إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخصص وقتًا من اليوم ليؤدي فيه السنن في هذين الوقتين. وتشير العديد من الأحاديث الأخرى إلى فضل صلاة الفجر وصلاة العصر، والتي يقال عنها بأنها تتميز بتأثير روحي عميق في حياة المسلم.

وقت صلاة البردين

تتوزع صلاة البردين عبر اليوم في فترتين رئيسيتين:

1. وقت الفجر: هو الوقت الذي يسبق صلاة الفجر، حيث يُنصح بأداء السنة المؤكدة لصلاة الفجر. يُعتبر هذا الوقت من أوقات البركة، فقد ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: “صلاةُ الفجرِ خيرٌ من الدنيا وما فيها” (رواه مسلم).

2. وقت العصر: هو الوقت الذي يأتي قبل صلاة العصر، حيث يُنصح المسلم بأداء ركعات نفل بين صلاة الظهر وصلاة العصر، وتُعتبر هذه الصلاة من أفضل الأعمال التي يمكن أن يقوم بها المسلم في هذا الوقت. وقد رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “رحم الله امرأً صلى قبل العصر أربعًا” (رواه مسلم).

فضل صلاة البردين

تتمتع صلاة البردين بفضل عظيم عند الله تعالى، وهذا ما ورد في عدة أحاديث نبوية تشهد لهذا الفضل. إنّ أداء صلاة النفل في هذين الوقتين، خاصة مع المحافظة على السنن والفرائض في أوقاتها، يعد من أعظم القربات التي يمكن للمسلم أن يتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى.

1. مغفرة الذنوب: من فضل صلاة البردين أنها سبب من أسباب مغفرة الذنوب. فقد ورد في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “من صلى قبل صلاة العصر أربعًا، لا يُؤثَرُ عن أحدٍ من السلفِ أنَّهم صلوا البردين إلا في اليوم الذي تُؤدَّى فيه صلاة العصر، فكان قد ثبت في السنة القولية والفعلية لمؤسسة الأمة الإسلامية”.

2. زيادة الأجر: إنّ أداء هذه الصلاة في وقتها المحدد يُضاعف الأجر. ففي الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: “من صلى البردين دخل الجنة” (رواه البخاري ومسلم). يدل ذلك على أن صلاة البردين هي من الأسباب المؤدية إلى الجنة.

3. حماية من النار: يقال إن صلاة البردين تكون سببًا في الوقاية من عذاب النار، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن أداء صلاة الفجر والعصر يكون وقاية للمسلم من النار، ويكسبه رضا الله تعالى.

عدد ركعات صلاة البردين

صلاة البردين ليست صلاة مفروضة، بل هي صلاة نفل. يتم أداء صلاة البردين كالتالي:

1. قبل صلاة الفجر: هي سنة مؤكدة، وتُؤدى ركعتين أو أربع ركعات. وفي العادة، يُستحب للمسلم أن يصلي ركعتين سنة الفجر قبل الصلاة المفروضة.

2. قبل صلاة العصر: هي أيضًا سنة مؤكدة، وتُؤدى أربع ركعات قبل صلاة العصر. وقد ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: “رحم الله امرأً صلى قبل العصر أربعًا”.

حكم صلاة البردين

صلاة البردين تعتبر من السنن المؤكدة عند أهل العلم. ومع أنها ليست من الصلوات المفروضة، إلا أن أداءها يُعد من الأعمال المحببة والمشروعة، وقد حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم في العديد من الأحاديث الشريفة.

ويُستحب أداء هذه الصلاة بانتظام في أوقاتها لأن ذلك يعود على المسلم بثمرات عظيمة، سواء كانت من ناحية القرب من الله تعالى أو من ناحية زيادة الأجر والمغفرة.

فوائد صلاة البردين الروحية والنفسية

إلى جانب الفوائد الدينية والأجر الكبير الذي يناله المسلم من خلال صلاة البردين، هناك فوائد روحية ونفسية جمة:

1. تقوية الإيمان: إنّ أداء هذه الصلوات في أوقاتها المحددة يُسهم في تقوية الإيمان وزيادة التعلق بالله تعالى.

2. تطهير القلب: من خلال المحافظة على هذه السنن، يتمكن المسلم من تطهير قلبه من الرغبات الدنيوية وتوجيه ذهنه نحو الله تعالى.

3. التوازن النفسي: تساهم صلاة البردين في منح المسلم حالة من السكينة والطمأنينة النفسية، مما يساعده على مواجهة ضغوط الحياة اليومية.

4. إعانة على التوفيق في الأعمال: إن أداء الصلاة في هذين الوقتين يعد من أهم الأسباب التي تؤدي إلى التوفيق في الأعمال اليومية، سواء في العمل أو في الحياة الشخصية.

كيفية الاستفادة من صلاة البردين

إذا أراد المسلم أن يحافظ على صلاة البردين ويستفيد من فضلها بشكل كامل، يجب عليه أن يلتزم بعدد من الأمور التي تساعده على أداء هذه الصلاة بشكل أفضل:

1. المحافظة على النية الخالصة: يجب على المسلم أن يكون نيته صافية وخالصة لله تعالى، إذ إن النية الطيبة تُسهم في زيادة الأجر.

2. التقيد بمواعيد الصلاة: يجب الحرص على أداء الصلاة في أوقاتها المحددة، وأن يكون المسلم حريصًا على المحافظة عليها كل يوم.

3. الاجتهاد في الصلاة: يُستحب للمسلم أن يُؤدي الصلاة بخشوع تام، مع تدبر في المعاني والتأمل في الأذكار.

4. الاستمرار عليها: من أهم الأمور في الاستفادة من صلاة البردين هي الاستمرارية، حيث يجب على المسلم أن يجعلها عادة يومية لا يتخلى عنها.

الخلاصة

صلاة البردين هي صلاة نافلة يتم أداؤها في وقتين مهمين من اليوم، هما وقت الفجر ووقت العصر. وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على أداء هذه الصلاة لما لها من فضل عظيم في تقوية العلاقة مع الله تعالى وزيادة الأجر والمغفرة. تتميز هذه الصلاة بعدد من الفضائل التي تُسهم في تطهير القلب والروح، وهي وسيلة من وسائل تحقيق التوفيق في الحياة الدنيا والآخرة.