“فضاء العلم” هو عنوان كتاب يأخذنا في رحلة مثيرة داخل عوالم العلم والبحث العلمي، يرسمها بأنامله الرائعة الكاتب عبدالحفيظ العمري. هذا الكتاب ليس مجرد تجميع للمعلومات العلمية، بل هو تحفة أدبية تجمع بين عمق الفكر ورونق السرد.
يبدأ العمري رحلته في عالم العلم بأن يلمس لنا أهمية كلمة “العلم”، وكيف أنها تتراقص بسحر خاص على قلوب الباحثين في مختبرات العلوم المختلفة حول العالم. يصف لنا حركتهم الدؤوبة، وهم يعملون بجد مع أجهزتهم ومعداتهم، يتفحصون ويحللون ما صاغته قريحة العلماء، وكأنهم يحاولون فك رموز الكون الفسيح.
تأتي روعة هذا الكتاب من تفاصيله الدقيقة والمعلومات الشيقة التي يقدمها العمري. يتحدث عن معادلات جامدة يبنيها العلماء ليسروا أغوار هذا الكون، وكيف يكشفون يوماً بعد يوم عن أسراره الغامضة. يسافر معنا في فضاء العلم، حيث تتجلى قضايا العلم بأشكالها المختلفة وتترجم وتحلل وتتداخل مع الثقافات الأخرى.
العمري ليس فقط كاتبًا، بل هو موجه يعرف كيف يبني جسوراً بين العلم والأدب. يقدم مجموعة من المقالات العلمية التي تلقي الضوء على أطوار المادة وإنجازات العلماء، مع التركيز على الإسهامات الملموسة للعلم في حياتنا اليومية.
غلاف الكتاب العادي يعكس بساطة وجمال المحتوى الذي يكمن داخل صفحاته. يصدر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، مما يبرز الاهتمام والدعم الثقافي لهذا العمل الفريد.
في 184 صفحة، يأخذنا الكتاب في رحلة معرفية شيقة، تستحق القراءة والتأمل. “فضاء العلم” يعد لقاءً بين الفكر والمعرفة، حيث يتناغم العلم والأدب لينتجوا تحفة فريدة في فضاء الكتب التي تثري روح القارئ وتمتع عقله.