تُعد وسائل منع الحمل الهرمونية من الخيارات الشائعة بين النساء في جميع أنحاء العالم، ويعتبر مزيج الـ “دروسبيرينون” (Drospirenone) و “إيثينيل إستراديول” (Ethinyl Estradiol) من المركبات الفعّالة التي تدخل في تركيب العديد من حبوب منع الحمل. يستخدم هذا المركب المشترك في العديد من الأدوية التي تهدف إلى منع الحمل، ومن أبرز هذه الأدوية هو “فستورَا” (Vestura)، الذي يعتبر من بين الأدوية التي أثبتت فاعليتها في مجال تنظيم الحمل وحل مشكلات صحية متعددة. سنتناول في هذا المقال العديد من الجوانب المتعلقة بهذا الدواء، مثل تجارب المرضى، فعاليته، تقييمات فعاليته، تاريخ الموافقة عليه، ومدى استخدامه في الممارسة الطبية.
تعريف الدواء واستخدامه
يحتوي دواء “فستورَا” على مركب دروسبيرينون وإيثينيل إستراديول، وهما هرمونات صناعية تُستخدم بشكل رئيسي في موانع الحمل الهرمونية. دروسبيرينون هو نوع من البروجستين، وهو هرمون يشبه البروجستيرون الطبيعي في الجسم ويعمل على منع التبويض، بينما إيثينيل إستراديول هو نوع من الإستروجين الصناعي الذي يساعد في تنظيم الدورة الشهرية.
يستخدم هذا المركب بشكل رئيسي لمنع الحمل، ولكن يمكن أن يُستخدم أيضًا في علاج بعض الحالات المرتبطة بالدورة الشهرية، مثل حب الشباب، أو تنظيم الدورة الشهرية في حالة عدم انتظامها. كما أن هذه الحبوب تُعد وسيلة فعّالة في الحد من بعض المشاكل الهرمونية مثل تكيس المبايض.
تاريخ الموافقة على الدواء
تمت الموافقة على دواء “فستورَا” الذي يحتوي على دروسبيرينون وإيثينيل إستراديول من قبل الهيئات التنظيمية في العديد من الدول، حيث حصل على الموافقة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 19 نوفمبر 2016.
فعالية الدواء
تُظهر الدراسات السريرية أن دواء “فستورَا” فعال في منع الحمل بنسبة تصل إلى 99% في حال تم استخدامه بشكل صحيح. وبالإضافة إلى فعاليته في منع الحمل، يُظهر الدواء نتائج جيدة في تحسين بعض الحالات الصحية الأخرى مثل:
- تحسين حب الشباب: من الفوائد التي أشار إليها العديد من المستخدمين هو تحسن الحالة الجلدية، لا سيما حب الشباب الكيسي، الذي يعد من أكثر أنواع حب الشباب شيوعًا.
- تقليل أعراض الدورة الشهرية: مثل تقليل النزيف الغزير، والحد من الأعراض المرتبطة بحالة ما قبل الحيض (PMS) مثل التقلبات المزاجية والألم.
تجارب المرضى
أظهرت تجارب المرضى مع دواء “فستورَا” تباينًا في الآراء حول فعاليته والآثار الجانبية المحتملة، حيث قام أحد المرضى بتجربة هذا الدواء بعد أن جرب عدة وسائل منع حمل أخرى، مثل أورثو تراي سايكلين لو (Ortho Tri-Cyclen Lo) و اللاصقة (Patch). ووفقًا لتقييم المريض، فإن “فستورَا” كان خيارًا جيدًا حيث لم يؤدِ إلى زيادة الوزن كما حدث مع حبوب أورثو تراي سايكلين لو، ولم يتسبب في الحكة المزعجة كما حدث مع اللاصقة.
المريض الذي جرب الدواء لمدة 9 أشهر، وجد أنه ليس فقط قد ساعده في منع الحمل بشكل فعّال، بل أظهر بعض الفوائد الأخرى مثل:
- استمرار الرغبة الجنسية: حيث أفاد المريض بأن الرغبة الجنسية بقيت في مستويات طبيعية دون تغير ملحوظ.
- تحسن حب الشباب: خاصة في منطقة الخدين، حيث لاحظ المريض انخفاضًا في ظهور حب الشباب الكيسي.
- عدم حدوث تقلبات مزاجية: كانت المريضة مرتاحة لأنه لم يشعر بتغيرات مزاجية حادة، وهو من الأمور التي قد تحدث أحيانًا عند استخدام بعض أنواع موانع الحمل.
- عدم زيادة الوزن: وهو أمر غالبًا ما يكون مصدر قلق للمستخدمين الذين يخشون من اكتساب الوزن نتيجة لاستخدام موانع الحمل الهرمونية.
إلا أن هناك بعض السلبيات التي أشار إليها المريض، مثل:
- الجوع المستمر: حيث أشار إلى أنه كان يشعر بالجوع طوال الوقت، وكان من الصعب عليه مقاومة الرغبة في تناول الطعام.
- التبقع البني قبل الدورة الشهرية: كان هناك نزيف بني اللون قبل الدورة الشهرية بـ9 إلى 10 أيام، وهو ما اعتبره غير مريح.
- بعض الألم في اليوم الأول من الدورة: على الرغم من أن الدورة كانت خفيفة، إلا أن المريضة شعرت ببعض الألم الخفيف في اليوم الأول.
- الحساسية الجلدية: واحدة من أكثر المشكلات التي أزعجت المريض كانت الحكة الجلدية والطفح الجلدي، الذي تفاقم مع مرور الوقت، ما جعل المريض يشك في أن هذه الأعراض قد تكون ناتجة عن استخدام الدواء، رغم أنها لم تكن معروفة كآثار جانبية شائعة لهذا المركب.
تقييم فعالية الدواء
من خلال تقييم المرضى والنتائج السريرية، يحصل دواء “فستورَا” على درجة فعالية 8 من 10، وهي درجة تعكس فعاليته في منع الحمل وتحسين بعض المشكلات الصحية ذات الصلة. رغم ذلك، تظهر بعض الآثار الجانبية التي قد تؤثر على الراحة الشخصية للمستخدم، مثل التبقع البني والجوع المستمر، وهي بعض القضايا التي قد تكون مزعجة للبعض.
الآثار الجانبية المحتملة
يُحتمل أن يواجه مستخدمو دواء “فستورَا” بعض الآثار الجانبية، مثل:
- التقلبات المزاجية: على الرغم من أن المريض في تجربته لم يعاني من تقلبات مزاجية حادة، إلا أن بعض النساء قد يشعرن ببعض التغيرات في الحالة المزاجية.
- احتباس السوائل: من المعروف أن دروسبيرينون يمكن أن يؤدي إلى احتباس السوائل في الجسم، ما قد يؤدي إلى زيادة في الوزن.
- صداع: قد يعاني البعض من صداع متكرر نتيجة التغيرات الهرمونية.
- اضطرابات في الدورة الشهرية: مثل التبقع قبل الدورة الشهرية أو نزيف غير منتظم، وهو ما أشار إليه المريض في تجربته.
الختام
يُعد دواء “فستورَا” أحد الخيارات الممتازة لمنع الحمل، حيث يقدم مزيجًا فعالًا من دروسبيرينون وإيثينيل إستراديول لتحقيق نتائج مضمونة في الوقاية من الحمل غير المرغوب فيه، فضلاً عن فوائده في تحسين بعض المشكلات الصحية المرتبطة بالدورة الشهرية مثل حب الشباب. ورغم فعاليته العالية، إلا أن استخدامه قد يسبب بعض الآثار الجانبية التي تتفاوت بين الأفراد، مثل الجوع المستمر، والتبقع البني قبل الدورة الشهرية، والحساسية الجلدية.
من المهم استشارة الطبيب قبل البدء باستخدام هذا الدواء للتأكد من أنه الخيار الأنسب بناءً على الحالة الصحية الخاصة بكل مريضة.