“خوف وقلق في واشنطن لجورج دبليو بوش”، كتاب يعكس روح الزمان والتحولات السياسية الهائلة التي عاشتها الولايات المتحدة خلال فترة رئاسة جورج دبليو بوش، وهو من تأليف إليزابيث درو وروسل بيكر، الذي أسهم فيه بمقدمته القيمة. يستند الكتاب إلى رواية مفصلة عن الحالة السياسية في العاصمة الأمريكية، حيث يرصد الكاتبان الانقسامات العميقة والتوترات التي أثرت على أداء الحكومة الأمريكية.
إليزابيث درو تسلط الضوء على المخاوف التي يشعر بها الديمقراطيون في مجلس الشيوخ تجاه جورج دبليو بوش ومستشاره السياسي اللا أخلاقي، كارل روف. كما تركز على توجهات حزبية حادة في مجلس النواب بقيادة توم ديلي، وتقسيماته التي فاقمت الانقسامات على خطوط الحزب. تساؤلاتها تدور حول كيفية وصول البلاد إلى هذا الوضع تحت رئاسة رجل وعد بتوحيد البلاد بدلاً من تقسيمها، وكيف أثرت هذه التوجهات على الحكومة الأمريكية.
تكشف درو عن الانتهازية التي طغت على حملة بوش الرئاسية، وكيف قاد روف هذه الحملة بمهارة. كما تسلط الضوء على الانقسام العميق بين المحافظين في وزارة الدفاع والواقعيين في وزارة الخارجية، والخلافات التي نتجت عن ذلك وأثرت على الحكومة بأكملها. وتختم درو بتأكيدها على أن عدم الاستعداد المتزايد للتسوية ليس فقط يعيق التشريعات ولكنه، بكل تأكيد، يقوّض المفاهيم الأساسية للديمقراطية.
في مقدمته، يصف روسل بيكر واشنطن بأنها تعاني من فترة من الفقر الأخلاقي والفلسفي، حيث تشهد الحكومة الأمريكية جفافاً معنوياً. يبرز بيكر الأجواء السوداء التي تعمل بها الحكومة، ويشير إلى أن الحكومة باتت تتلقى التمويل من أجل الفوز في الانتخابات وإعادة الفوز مراراً وتكراراً، دون وجود أي طموح أخلاقي أو فلسفي يسودها.
هذا الكتاب، الذي نشرته دار New York Review Books في مايو من عام 2004، يعتبر إضافة قيمة إلى مكتبة العلوم السياسية، وهو يسلط الضوء على تحولات مهمة في الساحة السياسية الأمريكية، ويثير تساؤلات حول مستقبل الديمقراطية والمبادئ الأساسية التي تقوم عليها.