التصميم الجيد مقابل السيء: أمثلة

التصميم السيئ مقابل التصميم الجيد: أمثلة تعليمية

يُعتبر التصميم أحد العناصر الأساسية التي تؤثر بشكل كبير في تجربة المستخدم. سواء كان في موقع ويب، منتج، تطبيق، أو حتى بيئة مادية، يُعد التصميم الجيد من العوامل الحاسمة التي تسهم في تحقيق النجاح، في حين أن التصميم السيئ قد يعيق التجربة ويُشعر المستخدم بالإحباط. في هذا المقال، سنستعرض مجموعة من الأمثلة التعليمية التي تميز بين التصميم الجيد والتصميم السيئ في سياقات مختلفة.

1. التصميم السيئ في المواقع الإلكترونية:

من بين الأمثلة الشائعة التي تميز التصميم السيئ عن الجيد نجد المواقع الإلكترونية. يتجلى التصميم السيئ في العديد من المواقع الإلكترونية في شكل فوضى مرئية، وفقر في التنقل، وتجربة مستخدم محبطة.

مثال على التصميم السيئ:
موقع ويب يحتوي على العديد من الألوان الزاهية والمتضاربة في نفس الصفحة، مما يُسبب ازدحامًا بصريًا يعوق القراءة والتفاعل. قد تكون الخطوط صغيرة جدًا أو يصعب قراءتها على الشاشات الصغيرة، كما أن النصوص والصور غير مرتبة بشكل منطقي، مما يجعل من الصعب على المستخدمين إيجاد ما يبحثون عنه.

التصميم الجيد في المواقع الإلكترونية:
في المقابل، يتسم الموقع الإلكتروني المصمم بشكل جيد بتنسيق بسيط ومرتب. الألوان المستخدمة تكون متناسقة وهادئة، مما يسهل على المستخدم تصفح المحتوى. كما يتم وضع النصوص والصور بشكل يتوافق مع تدفق المعلومات، وتُعطى المساحات البيضاء أهمية كبيرة لتفادي الشعور بالاكتظاظ. يتميز التصميم الجيد أيضًا بسرعة التحميل، ويأخذ في الحسبان تجربة المستخدم على مختلف الأجهزة.

2. التصميم السيئ في التطبيقات المحمولة:

تُعتبر التطبيقات المحمولة جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، لذا فإن تصميمها الجيد يُعد عاملًا حاسمًا في جذب المستخدمين والحفاظ عليهم.

مثال على التصميم السيئ:
تطبيق يحتوي على أزرار صغيرة جدًا أو بعيدة عن المتناول، مما يجعل من الصعب على المستخدم النقر عليها بدقة. قد يكون التنقل في التطبيق غير بديهي، حيث يتعين على المستخدم البحث طويلاً للوصول إلى الإعدادات أو الوظائف الأساسية. أيضًا، قد يحتوي التطبيق على واجهة مزدحمة ومليئة بالتفاصيل غير الضرورية التي تشتت الانتباه.

التصميم الجيد في التطبيقات المحمولة:
تصميم التطبيق الجيد يعتمد على واجهة مستخدم بسيطة وسهلة الاستخدام، مع أزرار كبيرة وواضحة. يتيح التصميم الجيد للمستخدم الوصول إلى الوظائف الأساسية بكل سهولة، سواء عن طريق الإيماءات أو القوائم المنسدلة. كما أن التنقل بين الشاشات يتم بشكل سلس وسريع، مما يعزز من رضا المستخدم ويزيد من فعالية التطبيق.

3. التصميم السيئ في المنتجات المادية:

التصميم السيئ لا يقتصر فقط على الفضاء الرقمي؛ بل يمتد إلى المنتجات المادية التي نستخدمها يوميًا.

مثال على التصميم السيئ:
منتج يحتوي على أجزاء حادة أو غير مريحة عند الاستخدام، مما قد يسبب أضرارًا للمستخدم. على سبيل المثال، جهاز كهربائي يكون وزنه ثقيلًا جدًا أو يتطلب جهدًا كبيرًا لتشغيله أو حمله. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون تصميم المنتج معقدًا جدًا بحيث يصعب على المستخدم فهم طريقة الاستخدام الصحيحة.

التصميم الجيد في المنتجات المادية:
في التصميم الجيد للمنتجات المادية، يتم التركيز على راحة المستخدم وسهولة الاستخدام. يستخدم المصممون مواد خفيفة ومرنة تسهم في تقليل وزن المنتج. كما تكون الأزرار والعناصر الأخرى مصممة بطريقة تتيح سهولة الوصول إليها واستخدامها، مع ضمان الأمان أثناء التشغيل. المنتج المصمم بشكل جيد يكون أيضًا قابلًا للصيانة بسهولة وله عمر افتراضي طويل.

4. التصميم السيئ في الواجهات المستخدم في الأنظمة البرمجية:

أنظمة البرمجيات هي أدوات قوية في العصر الحديث، ولكن تصميم واجهات المستخدم (UI) فيها قد يؤثر بشكل كبير في فعالية وكفاءة العمل.

مثال على التصميم السيئ:
واجهة تحتوي على الكثير من الأوامر المعقدة والخيارات التي تظهر في وقت واحد، مما يؤدي إلى التشويش. قد تكون الأزرار غير مرئية أو صغيرة جدًا بحيث يصعب العثور عليها بسهولة. في بعض الأحيان، تكون الخطوط غير متناسقة أو معتمدة على ألوان صعبة القراءة، مما يجعل من الصعب تحديد الأولويات أو فهم الأدوات المتاحة.

التصميم الجيد في الواجهات المستخدم:
الواجهة الجيدة تكون نظيفة ومباشرة، مع ترتيب منطقي للأدوات والخيارات. يتم استخدام الألوان بطريقة مريحة للعين، وتكون النصوص كبيرة بما يكفي للقراءة. كما يتم ترتيب الأوامر بشكل يتوافق مع تدفق العمل الطبيعي، مما يسهل على المستخدم أداء المهام بسرعة وفعالية.

5. التصميم السيئ في المساحات العامة والمرافق:

التصميم السيئ في المساحات العامة مثل المراكز التجارية، الحدائق، أو المرافق العامة يمكن أن يكون له تأثير كبير على تجربة الزوار.

مثال على التصميم السيئ:
ممرات ضيقة أو متشابكة تجعل التنقل في المكان صعبًا. يمكن أن تكون الإضاءة ضعيفة أو غير كافية في بعض المناطق، مما يؤثر على الرؤية. قد يكون من الصعب العثور على المرافق الأساسية مثل الحمامات أو منافذ الخدمة، حيث لا توجد إشارات واضحة أو تصاميم مرشدة.

التصميم الجيد في المساحات العامة:
التصميم الجيد في المساحات العامة يولي اهتمامًا كبيرًا لراحة المستخدمين. يتم توفير ممرات واسعة تسهل حركة الزوار، مع ضمان إضاءة كافية في جميع أنحاء المكان. كما أن إشارات التوجيه تكون واضحة ومباشرة، مما يساعد الأشخاص على الوصول إلى وجهاتهم بسرعة وبدون مشقة. يتم أيضًا مراعاة تنوع الاحتياجات مثل تسهيلات لذوي الاحتياجات الخاصة.

6. التصميم السيئ في الخطط التعليمية:

التصميم السيئ يمكن أن يكون له تأثير سلبي على فعالية العملية التعليمية.

مثال على التصميم السيئ:
مناهج تعليمية تحتوي على الكثير من المعلومات المتناثرة والتي لا تركز على الأهداف التعليمية المحددة. قد تكون الدروس طويلة جدًا أو مفصلة بشكل مفرط، مما يؤدي إلى تشتت الانتباه وفقدان الاهتمام لدى الطلاب. كما قد تفتقر الخطة التعليمية إلى التفاعل أو الأنشطة التي تحفز التفكير النقدي.

التصميم الجيد في الخطط التعليمية:
في مقابل ذلك، تتسم الخطط التعليمية المصممة جيدًا بالوضوح والتنظيم، حيث يتم تقسيم المعلومات إلى وحدات صغيرة قابلة للفهم. يتم تضمين الأنشطة التفاعلية التي تحفز التفكير والمشاركة من الطلاب. كما تتضمن الخطط التعليمية مواد تعليمية متنوعة تدعم أساليب التعلم المختلفة وتساهم في تعزيز المهارات والمعرفة.

الخاتمة:

يُعد التصميم الجيد أساسًا لنجاح أي منتج أو خدمة، سواء كانت رقمية أو مادية. من خلال مقارنة الأمثلة المذكورة، يظهر بوضوح أن التصميم الجيد يعتمد على القدرة على فهم احتياجات المستخدم وتقديم الحلول المناسبة بطريقة بديهية وسلسة. في حين أن التصميم السيئ يعوق هذه العملية ويؤدي إلى إحباط المستخدمين وفقدان الثقة في المنتج أو الخدمة.