الفحوصات اللازمة للزوجة إذا لم يحدث حمل بعد زواج مر عليه سنة
تعد مرحلة الانتظار بعد الزواج، والتي ينقضي فيها عام دون حدوث الحمل، من الفترات التي قد تثير القلق والتساؤلات عند العديد من الأزواج. حيث يعتبر تأخر الحمل عن المتوقع من الأمور التي تحتاج إلى تقييم طبي دقيق لفهم الأسباب المحتملة التي قد تؤثر على خصوبة المرأة. قبل البحث عن أسباب تأخر الحمل، من المهم أولًا معرفة أنه يتم تعريف تأخر الحمل على أنه عدم حدوث حمل بعد مرور عام من ممارسة العلاقة الزوجية دون وسائل منع حمل. ومن هنا تبرز أهمية الفحوصات الطبية التي يمكن أن تُجرى لتحديد السبب وراء هذا التأخير.
يجب أن يتم التعامل مع هذه القضية بشكل منهجي من خلال فحوصات طبية متنوعة، لضمان تحديد السبب أو الأسباب المؤدية إلى تأخر الحمل. في هذا المقال، نستعرض مجموعة من الفحوصات الأساسية التي ينبغي على الزوجة إجراءها في حال تأخر الحمل لمدة عام كامل.
1. فحص المبيضين
تعد المبايض من الأعضاء الحيوية المسؤولة عن إنتاج البويضات، وبالتالي فإن أي خلل في المبايض يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على القدرة على الحمل. الفحوصات المتعلقة بالمبايض تشمل:
أ. فحص الاحتياطي المبيضي
يُعتبر هذا الفحص من أكثر الفحوصات أهمية في تحديد مدى قدرة المبيض على إنتاج البويضات. يتم من خلال قياس مستويات الهرمونات مثل هرمون الـ FSH (الهرمون المنشط للجريب) وهرمون الأملاح، إلى جانب استخدام الموجات فوق الصوتية لتحديد حجم المبايض وعدد الجريبات المبيضية النامية.
ب. اختبار هرمون مضاد مولر
يساعد هذا الاختبار في قياس مستوى هرمون AMH (مضاد مولر) الذي يُنتج من الخلايا الجريبية في المبايض. انخفاض مستوى هذا الهرمون قد يشير إلى ضعف الاحتياطي المبيضي، وهو ما قد يؤثر على الخصوبة.
ج. فحص التبويض
يتم التحقق من توقيت التبويض من خلال متابعة دورية للمستوى الهرموني في الجسم ومراقبة النمو الجريبي باستخدام الموجات فوق الصوتية. يمكن أن يُشخص الطبيب مشاكل التبويض مثل تعدد الأكياس المبيضية، التي قد تؤثر سلبًا على الحمل.
2. فحص قنوات فالوب
إن انسداد أو تلف قنوات فالوب يمكن أن يكون من الأسباب الشائعة لتأخر الحمل. إذ تُعتبر قنوات فالوب الطريق الذي تنتقل عبره البويضة من المبيض إلى الرحم، وبالتالي فإن أي انسداد أو مشكلة في هذه القنوات يمكن أن يعوق عملية الحمل. تشمل الفحوصات المتعلقة بذلك:
أ. تصوير الرحم بالصبغة (HSG)
يتم من خلال هذا الفحص حقن صبغة خاصة في الرحم لتحديد وجود أي انسداد في قنوات فالوب. إذا كانت القنوات مسدودة، فإن الصبغة لن تستطيع المرور عبرها، وبالتالي سيتم تحديد الموقع الذي يحتاج إلى معالجة.
ب. الموجات فوق الصوتية (Ultrasound)
تستخدم الموجات فوق الصوتية للكشف عن أي تشوهات هيكلية في الرحم أو القنوات. يمكن أن تساعد في تحديد ما إذا كان هناك أكياس أو أورام تؤثر على خصوبة الزوجة.
3. فحص الرحم
تُعد حالة الرحم من العوامل الأساسية التي تؤثر على قدرة المرأة على الحمل. تتعدد الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى مشاكل في الرحم مثل التشوهات أو الألياف أو مشاكل في بطانة الرحم. الفحوصات اللازمة تشمل:
أ. فحص تجويف الرحم
يمكن أن يُجرى هذا الفحص باستخدام الموجات فوق الصوتية أو باستخدام المنظار الرحم للكشف عن أي تشوهات قد تكون موجودة في تجويف الرحم، مثل الأورام الليفية أو الزوائد النسيجية التي قد تعيق عملية الحمل.
ب. فحص بطانة الرحم
يعتبر فحص سمك بطانة الرحم من الأمور الهامة التي تساعد في تحديد مدى قدرة الرحم على استقبال البويضة المخصبة. يمكن أن تُسبب بعض الحالات المرضية مثل الرحم المنزاح أو نقص سمك بطانة الرحم فشلًا في الحمل.
4. فحص الهرمونات
تلعب الهرمونات دورًا رئيسيًا في تنظيم الدورة الشهرية والتبويض، وأي خلل في مستوياتها يمكن أن يكون سببًا لتأخر الحمل. من بين الفحوصات الهرمونية التي ينبغي على الزوجة إجراءها:
أ. هرمون البرولاكتين
يُعد البرولاكتين هرمونًا يرتبط بإنتاج الحليب في الثدي، ولكن ارتفاع مستوياته بشكل غير طبيعي قد يؤثر على التبويض وقدرة المرأة على الحمل. يتم قياس مستويات هذا الهرمون في الدم، وفي حالة ارتفاعه، قد يُطلب من الزوجة إجراء علاج لتحفيز التبويض.
ب. هرمونات الغدة الدرقية
تؤثر اختلالات الغدة الدرقية على الدورة الشهرية وقدرة المرأة على الحمل. لذا، يجب فحص مستويات هرموني الثيروكسين (T4) و الهرمون المنشط للغدة الدرقية (TSH)، وذلك للكشف عن أي مشاكل في وظيفة الغدة الدرقية.
ج. هرمون الأستروجين والبروجستيرون
يتم فحص هرموني الأستروجين والبروجستيرون لتحديد كيفية تنظيم الدورة الشهرية وإشارات التبويض. اضطراب مستويات هذه الهرمونات يمكن أن يعيق التبويض ويؤثر على الحمل.
5. فحص الأمراض المنقولة جنسيًا
تعتبر بعض الأمراض المنقولة جنسيًا، مثل الكلاميديا و السيلان، من العوامل التي قد تؤدي إلى تأخر الحمل بسبب تأثيرها على قنوات فالوب أو الرحم. يمكن أن يتسبب التهاب الأعضاء التناسلية في انسداد القنوات أو تلف الأنسجة، ما يجعل الحمل أكثر صعوبة. لذا، يُنصح بالقيام بفحوصات للكشف عن أي عدوى.
6. فحص الجينات والكروموسومات
تعتبر الأمراض الوراثية إحدى الأسباب المحتملة لتأخر الحمل أو مشاكل التبويض. يمكن أن يشمل الفحص الجيني تحليل الكروموسومات للكشف عن أي خلل وراثي قد يؤثر على قدرة الزوجة على الحمل.
7. فحص العوامل المناعية
في بعض الحالات النادرة، يمكن أن تؤثر العوامل المناعية مثل وجود الأجسام المضادة ضد الحيوانات المنوية أو الأجنة على قدرة المرأة على الحمل. يتم فحص هذه الأجسام عبر تحاليل دم مختلفة.
8. فحص نمط الحياة والتغذية
تعتبر العوامل البيئية مثل النظام الغذائي والتوتر ووزن الجسم من العوامل التي تؤثر بشكل غير مباشر على خصوبة المرأة. يجب أن تتابع الزوجة حالتها الصحية العامة، بما في ذلك التغذية السليمة، ممارسة الرياضة، وتقليل التوتر، لأن هذه العوامل قد تساهم في تأخير الحمل.
في الختام
إن تأخر الحمل يعد مسألة معقدة تتطلب التقييم الدقيق من قبل المختصين، حيث يجب على الزوجة القيام بمجموعة من الفحوصات التي تشمل تحليل المبيضين، فحص قنوات فالوب، اختبارات الهرمونات، والبحث عن أي مشاكل صحية أخرى. تعتمد نتائج هذه الفحوصات على التشخيص السليم الذي يمكن أن يساعد في إيجاد الحلول المناسبة لزيادة فرص الحمل، سواء من خلال العلاج الطبي أو التدخلات الجراحية في بعض الحالات.
