“فجر اليوم”، هو عمل أدبي استثنائي يحمل توقيع بيلفا بلين، والتي بلا شك تمتلك قدرة فائقة على جذب وإبهار القارئ. في هذا العمل، الذي يُعد ربما عملها الأفضل والأجرأ حتى الآن، تقدم صورة حية وواقعية لعائلتين متشابكتين بواسطة مرض طفولة مدمر، ولكنهما مفصولتين بسياسات الكراهية وبواسطة الأبناء الذين يحبون.
في مكتب الطبيب، يجلس رجل وامرأة مصدومين أثناء حديث الطبيب: تظهر فحوصات الدم بلا شك أن الابن الذي يحبونه بشدة، والذي يحتضر الآن، ليس طفلهما بالتأكيد. يبدو بأنه كان هناك خطأ في المستشفى الذي وُلِد فيه. تحمل الموت المؤلم لبيتر ضربة يجب على مارغريت وآرثر كرافيلد تحملها، ولكنهما يجب أيضًا أن يواجها الإدراك بأن طفلهما البيولوجي لا يزال على قيد الحياة في مكان ما. وعلى الرغم من أنهم يعلمون أن بحثهم سيفجّر عائلة أخرى، يشعرون بالالتزام بالبحث عن الطفل الذي نشأ في منزل آخر.
في نفس الوقت الذي ينقلب فيه عالم عائلة كرافيلد رأسًا على عقب، تدرك لورا رايس، السيدة هومر “باد” رايس، وهي تحدق حولها في منزلها الأنيق بجوار البيانو الذي تحبه واللوحات الأنسيّة، أنه بعد تسعة عشر عامًا من الزواج، هي وزوجها أصبحوا أجانبًا في الجوهر. باد رايس شخص محترم ومحترم في بلدتهما الجنوبية الصغيرة، وهو أب جيد لابنيهما – توم الذكي والسليم وتيمي البالغ من العمر أحد عشر عامًا، الذي على الرغم من مرضه المزمن، يُعتبر هبة من الفرح. ولكن باد هو السبب، كما تعتقد لورا، في تورط توم مع مجموعة من العنصريين المخيفين في الحرم الجامعي.
الآن، ستتلاقى عائلتا كرافيلد ورايس، مما يثير العواطف ويترك حياة الجميع متغيرة إلى الأبد. في الأيام القادمة، يجب على أم أن تخبر ابنها أنه وُلِد لامرأة أخرى ولديه عائلة أخرى. ولا أحد يتوقع الأحداث التي تجتمع بقوة لتنفجر بالعنف في البلدة الهادئة، حيث يستغل مرشح سياسي النفوذ السلبي ويلعب على وتيرة التحام الأمور. حقائق حديثة اكتشفت تهز عائلة محاصرة بالفعل في استنفار، وتختم فجر اليوم بنهاية هزلية ومدمرة للنفس.
في توقيت مناسب، مثير للجدل، وحقيقي كعناوين الأخبار اليومية، ينبض “فجر اليوم” بالحقيقة، ويأخذ أنفاسنا بنعمة وبلاغته الاستثنائية، ويعيد إلى الحياة رجالًا ونساءًا حقيقيين سيظلون في عقولنا وقلوبنا لفترة طويلة.