“فجر الاستقلال في سورية: منعطف خطير في تاريخها” للكاتب محمد العشي هو مصدر ثمين يقدم شهادة صادقة وموثوقة، تأتي من رجل عدل عايش فترة حرجة من تاريخ بلاد الشام. يمتاز هذا الكتاب بالتفاصيل الغنية والوقائع التاريخية التي تسلط الضوء على محطات مهمة في تطور سوريا، لاسيما في فترة ولادة الجمهورية السورية.
بعيدًا عن السعي لجلب الانتباه أو تحقيق الشهرة الذاتية، يظهر الكاتب بوضوح في تقديم هدفه الرئيسي، وهو توثيق الحقائق التاريخية بعيدًا عن التلاعب والتحريف الذي قد يطغى على بعض سجلات الزمن. فقد يكون التاريخ قاسيًا في تقديم حقائقه بعد رحيل الذين كان لهم مصلحة في تشويهه.
ومن أجل تحقيق هذا الهدف، يستند الكتاب إلى شهادة موثوقة تفصل بين ما شهد ورآه الكاتب شخصيًا، وبين ما سمعه أو اطلع عليه من مصادر موثوقة. ومن هنا، تتجلى قيمة هذا الكتاب كوثيقة تاريخية تعيد بناء الأحداث بموضوعية ودقة.
تتنوع مواضيع الكتاب بين وصف لدمشق القديمة، ولبردى ومدرسة عنبر، ولأيام الجلاء، ولفترة الانقلابات، وغيرها من المحطات التاريخية الهامة التي شهدها الشام وسوريا في تلك الفترة الزمنية المهمة.
وتبرز قيمة هذا الكتاب في أسلوبه السلس والواقعي، الذي يأخذ القارئ في رحلة شيقة عبر أحداث تاريخية مهمة، من خلال عيون شاهد على الوقائع ومشارك فيها بنفسه.
بواقع 288 صفحة، يعد هذا الكتاب إضافة قيمة لمكتبة كل مهتم بتاريخ سوريا والشام، وخاصة لمن يبحث عن فهم أعمق للفترة التي شهدت فيها ولادة الجمهورية السورية وتحولاتها السياسية والاجتماعية.