فارينيكلين للإقلاع عن التدخين

مقال عن دواء فارينيكلين (Varenicline) للإقلاع عن التدخين

يُعَد دواء فارينيكلين (Varenicline) أحد الحلول الرائدة والمستخدمة على نطاق واسع في معالجة الإدمان على التدخين والمساعدة في الإقلاع عنه. يُعرف فارينيكلين أيضًا باسمه التجاري “شانتكس” (Chantix)، وقد أثبت فعاليته العالية في تقليل الرغبة في التدخين وتعطيل المتعة المرتبطة به، مما يجعله خيارًا مهمًا للمدخنين الذين يجدون صعوبة في التخلي عن هذه العادة.

دواعي استخدام فارينيكلين

تم تطوير فارينيكلين خصيصًا للإقلاع عن التدخين من خلال العمل على مستقبلات النيكوتين في الدماغ. يعمل الدواء عن طريق تقليل متعة التدخين ومنع الأعراض الانسحابية التي تظهر عند التوقف عن استهلاك السجائر، مما يسهّل عملية الإقلاع بشكل تدريجي أو فوري حسب توجيهات الطبيب.

فعالية فارينيكلين – تقييم من تجربة شخصية

في تجربة شخصية لأحد المرضى الذين استخدموا فارينيكلين، يقول المستخدم:
“أنا في الثالثة والأربعين من العمر وكنت أدخن منذ أن كنت في الثامنة عشرة. جربت اللصقات والعلكة ولكنني لم أستطع الاستمرار لأكثر من أسبوع. جربت شانتكس وكان الأمر مذهلاً. لم يتغير شيء كثيراً، ولكن بعد أول يومين أو ثلاثة من استخدامه، أصبحت السجائر ذات طعم سيء ولم أعد أشعر بذلك الشعور الذي كنت أحصل عليه عند التدخين. وصلت إلى مرحلة التساؤل: لماذا أزعج نفسي؟ توقفت عن التدخين لمدة شهر كامل مباشرة. توقفت عن تناول الدواء مبكرًا لأنني اعتقدت أنني “شفيت”. كانت هذه غلطة. لم أرغب في التدخين مرة أخرى إلا عندما شربت الكحول. حتى حينها لم يكن الدافع قوياً ولكنني اتخذت قرارًا خاطئًا عندما كنت مخموراً واعتقدت أنني أفتقد التدخين. في الحقيقة، لم أكن كذلك، لذا عدت وأكملت تناول ما تبقى من دوائي. بالنسبة لي، كان الأثر الجانبي الوحيد هو الأحلام. أحلام غريبة جداً ومجنونة. لقد نجح معي.”

تقييم فعالية فارينيكلين

حصل الدواء على تقييم فعالية عالي جداً من هذا المستخدم، حيث قيم فعاليته بـ 10/10، وهو مؤشر على مدى فاعلية الدواء في مساعدته على الإقلاع عن التدخين مقارنة بمحاولاته السابقة باستخدام بدائل أخرى مثل اللصقات والعلكة.

الموافقة والتصريح

تمت الموافقة على استخدام فارينيكلين من قبل إدارة الغذاء والدواء (FDA) في 7 يناير 2015 كعلاج فعال للإقلاع عن التدخين. منذ ذلك الحين، يُوصف الدواء بشكل منتظم كجزء من برامج الإقلاع عن التدخين، وبلغ عدد مرات وصفه للمرضى 37 مرة على الأقل خلال فترة محددة.

طريقة عمل فارينيكلين

يعمل فارينيكلين كناهض جزئي لمستقبلات النيكوتين في الدماغ، ما يعني أنه يحفز هذه المستقبلات بشكل طفيف، مما يقلل الرغبة في التدخين ويحد من الأعراض الانسحابية. في الوقت ذاته، يمنع الدواء النيكوتين المستنشق عبر التدخين من التفاعل مع هذه المستقبلات، مما يجعل التدخين أقل متعة وفائدة.

الجرعة وطريقة الاستخدام

عادةً ما يُوصى بالبدء بتناول فارينيكلين قبل أسبوع من تحديد يوم الإقلاع. تبدأ الجرعة بشكل تدريجي حيث يتم تناول قرص بجرعة 0.5 مجم يومياً في اليوم الأول إلى اليوم الثالث، ثم يتم زيادة الجرعة إلى 0.5 مجم مرتين يومياً من اليوم الرابع إلى اليوم السابع. بعد ذلك، يتم رفع الجرعة إلى 1 مجم مرتين يومياً لمدة 11 أسبوعاً أو حسب توصية الطبيب.

الآثار الجانبية المحتملة

رغم فعاليته، قد يسبب فارينيكلين بعض الآثار الجانبية، والتي تختلف في شدتها من شخص إلى آخر. ومن أبرز هذه الآثار:

• أحلام غير طبيعية أو كوابيس (كما أشار المريض في تجربته).
• الغثيان، وهو من الآثار الأكثر شيوعاً.
• الصداع والدوار.
• الأرق أو اضطرابات النوم.
• تهيج الجهاز الهضمي.

نصائح مهمة

• يجب الالتزام بالجرعة الموصى بها من قبل الطبيب وعدم التوقف عن تناول الدواء فجأة حتى لو شعر المريض بتحسن، حيث إن التوقف المبكر قد يؤدي إلى عودة الرغبة في التدخين.
• في حال ظهور أي أعراض جانبية مزعجة أو مستمرة، يجب مراجعة الطبيب فوراً.
• يُنصح المرضى بعدم تناول الكحول أثناء العلاج بفارينيكلين لتجنب زيادة احتمالية العودة للتدخين.

خلاصة

يُعَد فارينيكلين خيارًا فعالًا وموثوقًا للإقلاع عن التدخين، حيث يعمل بآلية مزدوجة تمنع متعة التدخين وتقلل الأعراض الانسحابية. تشير التجارب الشخصية إلى أن الدواء قد يكون الحل المثالي لمن جربوا وسائل أخرى للإقلاع عن التدخين دون نجاح. وعلى الرغم من بعض الآثار الجانبية، إلا أن فوائد الدواء تفوق بشكل كبير المخاطر المرتبطة به، خاصة عند استخدامه بشكل صحيح وتحت إشراف طبي.