فارس البحيرة المقدسة: رواية (روايات جوينيفير)
تُعدّ رواية “فارس البحيرة المقدسة” من تأليف روزاليند مايلز، والتي صدرت عن دار كراون في يونيو 2001، الجزء الأخير من سلسلة روايات “جوينيفير” التي تعيد سرد الأساطير المرتبطة بشخصية الملكة الأسطورية جوينيفير. في هذه الرواية، تُقدّم مايلز سردًا مُفعمًا بالحيوية لشخصية جوينيفير التي تُعدّ واحدة من الشخصيات الأكثر تأثيرًا في الأساطير البريطانية.
تدور أحداث الرواية في إطار ملحمي في الأراضي الخصبة للغرب، حيث تمتلك الملكة جوينيفير وملكها آرثر السيطرة على العديد من الممالك في بريطانيا الكبرى. يتناول العمل فترة حكمهما، والتحديات التي تواجههما، والحياة في Camelot، بما في ذلك المشاكل الداخلية والخارجية التي تؤثر على المملكة.
في هذه الرواية، تعاني جوينيفير من فقدان حبيبها لانسيلوت، الذي عاد إلى البحيرة المقدسة التي نشأ فيها ليعيد إيمانه بالفروسية. يُفتتح الكتاب بتفاصيل مدهشة حول احتفال الخماسي الذي يُقسم فيه الفرسان الجدد، بما في ذلك أبناء شقيق الملك آرثر، أجرين وغاوين، ليصبحوا جزءًا من الطاولة المستديرة الأسطورية. هذه اللحظة تمثل فترة من السلام النسبي بعد سنوات من النزاع، لكن هذه الهدنة لا تدوم طويلاً.
تمر المملكة بمشاكل خفية مثل الخيانة، والغيرة، والثارات القديمة التي تنخر في كيانها. تبرز شخصية مورجان لو فاي، التي أصبحت الآن أم ابن آرثر الوحيد، مودريد، كعامل رئيسي في محاولات ميرلين لضمان بقاء بيت بندراجون. يتصاعد التوتر عندما تصل أخبار مدمرة من الشرق تفيد بوجود منافس محتمل لحب لانسيلوت، مما يلقي بظلاله على كاميلوت وجزيرة أفالون المقدسة.
تُبرز الرواية تَناقضات جوينيفير وصراعها بين حبها لزوجها، وشعبها، وسير لانسيلوت من البحيرة، مما يضعها في قلب العاصفة التي تهدد بتفكيك كل ما عرفت واستسلمت له. من خلال سحر نادر وذوق فني، تسلط روزاليند مايلز الضوء على شجاعة وحرارة هذه الشخصية الأسطورية، وتعيد خلق زمن مضى بحبكته الرائعة وعناصره المدهشة من الفجيعة والجمال.
تستعرض الرواية العديد من الجوانب الاجتماعية والسياسية لعصر الفروسية، حيث تتشابك المصالح الشخصية والعامة، وتدور الصراعات في أروقة السلطة والقلوب على حد سواء. تنقل الرواية القارئ إلى فترة تاريخية ساحرة مليئة بالمشاهد البهية، والعواطف المتناقضة، والأحداث الكبرى التي تحدد مصير الأبطال والممالك على حد سواء.