“فارس الأخضر” للكاتبة إيريس مردوخ هو عمل أدبي يجسّد مزيجًا مدهشًا من التشويق والفكاهة والرمزية، حيث يعيد صياغة ثيمات دينية ووسطية في إطار لندن المعاصرة. تتداخل محاولة لوكاس غراف، الشاب الحاد الذكي غير المألوف، قتل شقيقه الشبيه بالمغرور والجاذب، كليمنت، مع ظهور غريب لشخص غامض، يتعرض لهجوم من لوكاس ويتركه يموت. عندما يعود هذا الغريب بطريقة غامضة، مطالبًا بتعويضات محددة، يتعرض دوائر عائلة غراف وأصدقائهم الغريبين للتشويش، إذ تكون المطالب غريبة ومُزعجة وفي نهاية المطاف مميتة.
يتميز هذا الرواية بعمق فلسفي وفريد من نوعه، حيث تتحد المغامرة والتحليل الاجتماعي في قالب أدبي مدهش. بتقنية سرد متقنة، تُعاد زخارف العصور الوسطى والروحانية البابلية إلى الحياة اليومية في لندن، مما يثير تساؤلات عميقة حول الطبيعة البشرية والعلاقات الأسرية والقوى الخفية التي تتحكم في مصائرنا.
“فارس الأخضر” لا يكتفي بأن يكون مجرد رواية، بل هو عمل فني مذهل يتيح للقارئ الغوص في أعماق الشخصيات والمواضيع الأكثر تعقيدًا. تقديمها من قبل دار النشر بينغوين في يناير من عام 1995 يضيف إلى قيمتها الأدبية والثقافية، حيث تظل مصدر إلهام وتأمل لكل من يستكشف أبعادها الفلسفية والإنسانية.