في رواية “فئران مارتن”، التي كتبها ديك كينغ-سميث وصاحب الرسوم الفنية جيز البرو، نُقدم لعالم ساحر حيث يقوم قط المزرعة بدور غير متوقع وفريد من نوعه. القط الذي يعيش في المزرعة يمتلك طبيعة غير عادية، إذ لا يكتفي بصيد الفئران كما يفعل غالبية القطط، بل يقوم بتكوين علاقة غير تقليدية مع عائلة من الفئران، يحتفظ بها كحيوانات أليفة في الحظيرة.
في مأساة عكسية من نوعها، يتم التخلي عن القط ونقله إلى امرأة في البلدة، مما يفرض عليه تغييرًا كبيرًا في طريقة تفكيره وحياته. يتغير السياق المألوف للقط الزراعي، ويتعين عليه التأقلم مع بيئة جديدة. تتكشف في هذه الرواية العديد من المواضيع والدروس الاجتماعية، حيث يتمحور النص حول موضوع الصداقة وكيف يمكن للعلاقات الغير متوقعة تحول حياة الفرد.
تعد هذه القصة مناسبة للأطفال وتندرج تحت فئة الأدب الشبابي، حيث تقدم قصة ملهمة تسلط الضوء على قيم الصداقة والتأقلم مع التحولات في الحياة. تاريخ نشر الرواية يعود إلى ديسمبر من عام 1988، حيث تمثل هذه الفترة فترة مهمة في تطور الأدب الشبابي.
تصدر الكتاب عن دار نشر “كنوبف بوكس فور يونغ ريدرز”، والتي تعتبر من الدور الرائدة في نشر الكتب الموجهة للفئة الشبابية. يظهر الاهتمام بالتفاصيل والرسوم التوضيحية الملهمة لجيز البرو في تحفيز الفهم العميق للقصة وجعلها تلامس قلوب القراء الصغار.
إن “فئران مارتن” تمثل إضافة قيمة إلى عالم الأدب الشبابي، حيث تمزج بين السحر والعبرة وتتيح للقراء فرصة لاكتساب فهم أعمق للعلاقات الإنسانية وتأثير التغييرات في الحياة على تطور الشخصيات.