في أعقاب توقيع معاهدة واشنطن للحد من السباق التسلح البحري في عام 1922، خرجت الولايات المتحدة الأمريكية بفئة من الدمار الفاخر والقوة الهجومية، تحمل اسم “Mahan-class Destroyer”. كانت هذه الفئة البحرية تجسيدًا للتطور التكنولوجي والإبداع الهندسي الذي وقع في العقد الثلاثين من القرن العشرين.
تم تدشين الدمار الأول من هذه الفئة في عام 1935، وهو العام الذي عرف بتصاعد التوترات السياسية والعسكرية في ظل تصاعد النزاعات العالمية. بلغت هذه السفن ذروتها في الأداء والقوة، وأصبحت عناصر رئيسية في أسطول البحرية الأمريكية.
كان لدى سفن الدمار من هذه الفئة خصائص فريدة تجعلها مميزة في مياه المحيطات. كانت تزن حوالي 1500 طن، وكان طولها يبلغ نحو 341 قدمًا، مما جعلها قوية ومتينة في البحار الصعبة. كما كانت تحمل تجهيزات هجومية متقدمة، بما في ذلك مدافع أساسية وأسلحة مضادة للطائرات.
في فترة الحرب العالمية الثانية، لعبت سفن الدمار من فئة ماهان دورًا بارزًا في تأمين خطوط الإمداد البحرية وحماية القوافل البحرية من التهديدات البحرية العدوانية. شاركت هذه السفن في معارك استراتيجية حاسمة، حيث أبدعت في تنفيذ المهام الاستطلاعية والهجومية.
من بين السفن التي تم بناؤها على هذا النموذج الفريد، يبرز السفينة “ماهان” كنموذج رائد، حيث كانت لها إسهامات كبيرة في إحداث تحول في التكنولوجيا البحرية. كانت تتميز بقدرات الاندماج التكنولوجي والأنظمة الإلكترونية المتطورة، مما جعلها قوة لا يمكن إهمالها في مسرح الحرب العالمية.
بفضل تصميمها الهندسي المتطور والتكنولوجيا الفريدة التي تضمنتها، استمرت فئة ماهان في تحقيق النجاحات الكبيرة وتحديث الأسطول البحري الأمريكي. كما أنها تجسد رمزًا حيًا للابتكار والتطور في ميدان البحرية، وتظل تاريخًا مشرفًا في أرشيف الحروب العالمية.