في عام 1935، شهدت البحار والمحيطات ظهور “سمكة القرش”، الغواصة من طراز بوربويس (Porpoise-class)، التي تعتبر إحدى تحف الهندسة البحرية التي صاغتها الولايات المتحدة الأمريكية في إطار استعداداتها لمواجهة التحديات البحرية في ذلك الوقت الحرج، حينما كانت السحب السوداء للحرب العالمية الثانية تلوح في الأفق.
تتميز غواصة البوربويس بتصميم فريد يتسم بالقوة والمرونة، حيث كانت تلك الفترة هي عهد اختبارات وابتكارات الهندسة البحرية، وكانت الغواصة تجسد بكل فخر التفاني والاهتمام الذي أوليته الولايات المتحدة لبناء قدراتها العسكرية في البحر.
تُعَدُّ سمكة القرش ضمن سلسلة الغواصات من طراز بوربويس كمثال حي على التقنيات المتقدمة والابتكارات التي أدرجتها البحرية الأمريكية في خدمة الأمن الوطني. كانت هذه الغواصة جزءًا من جيل السفن الغواصة التي تم تطويرها لتلبية احتياجات البحرية الأمريكية في ذلك الزمن الحرج.
تمتاز سمكة القرش بالقدرة على الغوص إلى عمق يبلغ مئات الأمتار، ما يمنحها القوة والفعالية في مهام الاستطلاع والمراقبة تحت سطح البحار المتقلبة. كما أنها مجهزة بتكنولوجيا فريدة ومتطورة، تجعلها قادرة على تحدي الأمواج البحرية والعواصف بكل إتقان.
في إطار جهود الحرب العالمية الثانية، شهدت سمكة القرش العديد من المهام الحساسة والحيوية، حيث كانت تسهم بشكل كبير في ضمان حماية الممرات المائية وتأمين الخطوط البحرية الحيوية. كما كانت تلعب دورًا حيويًا في تحديد مواقع الأهداف البحرية للقوات البحرية الأمريكية.
يجسد تاريخ سمكة القرش قصة حقيقية عن الإصرار والتفاني في بناء تقنيات بحرية متطورة، تجمع بين الأصالة والابتكار. وبفضل تصميمها المتقن وأدائها الاستثنائي، تظل سمكة القرش من الغواصات التي سطعت في سماء التاريخ البحري كرمز للتفوق والقوة البحرية.