“أوبومي نو ناتسو”، المستوحاة من رواية مشوقة ومثيرة، تأخذنا في رحلة عبر زمن ومكان ممزوجين بالغموض والخوف. تنطلق القصة في طوكيو عام 1952، حيث يختفي الطبيب الغامض، وتبدأ الأحداث في ألتقاط انتباه الكاتب سيكيغوتشي تاتسومي. هذا الكاتب الذي يتمتع بخيال فائق يقرر التحقيق في هذا اللغز الغريب، ولكنه لا يستطيع القيام بذلك بمفرده.
يجمع تاتسومي بصديقه القديم تشوزينجي أكيهيكو، صاحب مكتبة وطارد أرواح غير مستعد، ليساعد في الكشف عن أسرار اختفاء الطبيب وزوجته الحامل بشكل خارق. تتجلى أمامهم أسرار عائلية مظلمة، تلك الأسرار التي لا يستطيع تاتسومي نفسه الهروب منها.
تتميز المانغا بأسلوب سردي يشد القارئ إلى عالم التشويق والرعب، حيث يتناوب الكاتب وصديقه بين الكشف عن أحداث الماضي المظلم ومواجهة الظواهر الخارقة في الحاضر. تعتمد القصة على تركيبة فريدة من نوعها تمزج بين الغموض، الخيال النفسي، والجوانب الخارقة.
في هذا السياق، يتعمق الكاتبان في تحليل الشخصيات والعلاقات البشرية، مما يضيف طبقة إضافية من العمق للقصة. يظهر تاتسومي كشخص يحاول فهم لغز الاختفاء بينما يكافح مع ألغاز حياته الشخصية. ومن جهة أخرى، يبرز أكيهيكو كشخصية معقدة، يتنقل بين دور صاحب مكتبة هادئ وطارد أرواح غامض في نفس الوقت.
تنسجم الرسوم المصاحبة للمانغا مع أجواء القصة، حيث يُظهر الرسام مهاراته في تجسيد التفاصيل ونقل الأجواء المظلمة ببراعة. البيئة الطوكيوية في الخمسينات تعزز من الجو المثير والمخيف للمانغا.
“أوبومي نو ناتسو” ليست مجرد مانغا غموض، بل هي رحلة عاطفية وفلسفية تتناول مواضيع الخيبة والكشف عن الحقائق الصعبة. يتمثل جمالها في تلاحم العناصر المختلفة وتجانسها في سرد مثير ومفعم بالتعقيد، مما يجعلها تحقق توازناً فريداً بين الأبعاد الروحية والغموض القائم على الحبكة الدرامية.