في العام 196 ميلادي، تحدثت السجلات التاريخية عن ظاهرة غريبة ومثيرة للدهشة في مدينة روما، عاصمة الإمبراطورية الرومانية، والتي أطلق عليها اسم “شعر الملاك”. وفقًا لما ورد في وصف الأمين التاريخي كاسيوس ديو، فإن “مطرًا خفيفًا يشبه الفضة يتساقط من سماء صافية على ساحة فوروم أوغسطس”. كان هذا الظاهرة مذهلة للمراقبين وغامضة للغاية، حيث لم يتمكنوا في البداية من تفسير سببها.
وصف ديو هذا الظاهرة بدقة وتفصيل، حيث أشار إلى أنها كانت كالمطر الخفيف الذي يتساقط بشكل لامع وراقص يشبه الفضة، مما أثار دهشة الناس وفضولهم. وفي محاولة لفهم هذه الظاهرة الغامضة، قام ديو بتجميع بعض المواد التي سقطت من السماء، واستخدم جزءًا منها لتغطية بعض عملاته المعدنية المصنوعة من البرونز، ولكنه لاحظ فيما بعد أن الطبقة الفضية التي تشكلت على النقود اختفت تمامًا في اليوم الرابع بعد الظاهرة.
لم يكن هناك تفسير مقنع فور وقوع هذه الظاهرة، وأثارت العديد من الأسئلة والنظريات بين الناس والعلماء حول العالم. ورغم مرور الزمن، لا يزال “شعر الملاك” يبقى لغزًا لم يتم حلاه، مما يجعلها واحدة من أكثر الظواهر الغامضة في تاريخ البشرية.