في عام 1926، في مكان يُطلق عليه اسم خليج تولاغا على جزيرة الشمال في نيوزيلندا، شهدت حادثة غامضة تثير الدهشة وتجعلنا نتساءل عن سبب وقوعها وعن طبيعتها الفعلية. فقد وقعت سلسلة من الأمواج الضخمة، التي وصفت في ذلك الوقت بأنها “موجات مد”، وألحقت أضرارًا جسيمة بمنشأة بنائية طويلة تمتد مئات الأمتار داخل خليج تولاغا. كانت هذه المنشأة البنائية قيد الإنشاء في تلك الفترة، حيث تم تثبيت خمسة أعمدة فقط وكانت في عملية التثبيت النهائية.
لم يُعرف مصدر تلك الأمواج الضخمة التي تسببت في تدمير المنشأة البنائية، ولا يُعرف بالضبط تاريخ وقوعها، ولكن يُعتقد أنها جرت في الفترة بين عامي 1927 و 1928. كما أن السبب الدقيق لحدوث هذه الأمواج لم يتم التعرف عليه بعد، سواء كان ذلك ناتجًا عن ظروف جوية متقدمة بعيدة المنشأ أو عن زلزال محلي أو بعيد. البيانات المتاحة تشير إلى أن الأمواج لم تؤثر فقط على المنشأة البنائية، بل لم يُلاحظ أي تأثير عليها على الشاطئ القريب أو في أي مكان آخر على طول الساحل.
ومع عدم وجود مصدر معروف للأمواج الضخمة التي تسببت في الدمار، فإن الباحثين تأملوا في أن تكون للزلازل دور في هذا الحدث، خاصةً الزلازل ذات الشدة الملحوظة التي يمكن أن تلحق الضرر بالمنشآت البنائية. ومع ذلك، لم يتم العثور على أي سجلات في الصحف المحلية تشير إلى وقوع زلزال في الفترة المشابهة لحدوث الأمواج. وبناءً على هذا، يُعتقد أن الأمواج الضخمة ربما كانت ناتجة عن ظواهر بحرية متقدمة محلية النطاق، أو ربما كانت مجرد موجات مفاجئة غير متوقعة، دون وجود سبب زلزالي أو جوي محدد.
من المثير للاهتمام أن الأمواج لم تكن لها تأثيرات على السواحل الأخرى في المنطقة، وهو ما يشير إلى أنها ربما كانت ظاهرة محلية النطاق. ومع ذلك، يبقى السؤال حول طبيعة هذه الظاهرة غامضًا، ولا يمكن استبعاد العوامل الطبيعية المتقدمة التي قد تكون السبب وراء حدوثها.
بصفتها حدثًا قديمًا وغامضًا، فإن الحادثة التي شهدتها خليج تولاغا تبقى موضوع دراسات وتأملات عديدة، وقد تفتح الأبواب أمام الباحثين لاستكشاف المزيد حول الظواهر البحرية الغامضة والتأثيرات البيئية في تلك الفترة الزمنية.