مقال حول دواء “إيثينيل إسترديول / نوريثيندرون” لمنع الحمل
يُعد دواء “إيثينيل إسترديول / نوريثيندرون” أحد الأدوية الشائعة والمستخدمة في منع الحمل، ويجمع بين نوعين من الهرمونات الأنثوية: “الإيثينيل استرديول”، وهو شكل صناعي من الإستروجين، و”النوريثيندرون”، وهو نوع من البروجيستيرون الاصطناعي. يُستخدم هذا الدواء بشكل رئيسي لمنع الحمل، حيث يمنع الإباضة ويؤثر على مخاط عنق الرحم ليجعل من الصعب على الحيوانات المنوية الوصول إلى البويضة، بالإضافة إلى تغيير بطانة الرحم ليصعب على البويضة المخصبة أن تلتصق به.
استخدام الدواء في منع الحمل
دواء “إيثينيل إسترديول / نوريثيندرون” يعتبر من وسائل منع الحمل الهرمونية التي تؤخذ عن طريق الفم. يتميز هذا الدواء بفاعليته في منع الحمل بنسبة عالية تصل إلى أكثر من 99% عندما يُستخدم بشكل صحيح، أي عند تناوله في نفس الوقت يوميًا وبدون نسيان.
يُعتبر هذا الدواء مناسبًا للعديد من النساء اللاتي يرغبن في تنظيم حملهن، ولكنه قد يتطلب استشارة طبية قبل البدء باستخدامه، خاصةً بالنسبة للنساء اللواتي يعانين من حالات صحية معينة أو تلك التي تستخدم أدوية أخرى قد تتفاعل مع هذا الدواء.
رأي المريض في الدواء
من المهم أن نستعرض تجارب بعض المرضى مع هذا الدواء لفهم كيفية تأثيره على حياتهم اليومية. واحدة من التجارب التي تم الإبلاغ عنها تشير إلى أن مريضة كانت تستخدم حبوب منع الحمل من نوع “جنريس في” لمدة خمس سنوات دون مشاكل تذكر، ثم تم تحويلها إلى دواء “غليديس في 1/20″، وهو نفس نوع الحبوب ولكن المصرح به من قبل التأمين الطبي الخاص بها. وقد كانت هذه المريضة قد اعتادت على عدم ظهور تقلبات في المزاج أو ظهور حب الشباب أو حتى النزيف غير المتوقع طوال فترة استخدامها لحبوب “جنريس في”، إلا أنه عندما بدأت باستخدام “غليديس في 1/20″، بدأت تواجه مشاكل لم تكن تواجهها من قبل.
بدأت المريضة في تجربة مزاج متقلب، حيث أصبح من السهل أن تنفجر غضبًا على أمور بسيطة قبيل بداية الدورة الشهرية. كما بدأت تعاني من ظهور حب الشباب، وهو أمر لم تعاني منه منذ ما يقرب من أربع سنوات. ولم تقتصر المشاكل على ذلك فقط، بل بدأ النزيف غير المتوقع بالظهور حتى بعد مرور أربعة أشهر من استخدام الدواء، مما جعلها تشعر بالانزعاج الشديد.
وفي تعليقها على تجربتها، أكدت المريضة أنها كانت غير راضية تمامًا عن هذا التغيير وأنها ستتواصل مع طبيبها المختص لإيجاد بديل لهذا الدواء. وهذا يعكس الواقع الذي يعيشه بعض المرضى عند الانتقال بين أنواع مختلفة من الأدوية الهرمونية، حيث قد تظهر آثار جانبية غير مرغوب فيها تتسبب في عدم الرضا.
فعالية الدواء
تعتبر فعالية دواء “إيثينيل إسترديول / نوريثيندرون” في منع الحمل بشكل عام عالية جدًا، ولكن لا يمكن الجزم بأن جميع النساء سيحصلن على نفس النتائج. فعلى الرغم من أن نسبة الفاعلية تصل إلى 99% في حالات الاستخدام المثالي، إلا أن بعض النساء قد يعانين من آثار جانبية تؤثر على تجربتهم مع الدواء، كما هو الحال مع المريضة التي أشرنا إلى تجربتها السابقة.
وفي التقييم العام لهذا الدواء، حصل على تقييم منخفض جدًا من قبل المريضة التي استخدمته، حيث منحت الدواء درجة 1 من 5 في تقييمها، وهو تقييم يعكس مستوى عدم رضاها التام عن الدواء نتيجة للمشاكل الصحية التي واجهتها خلال فترة استخدامه. هذا يبرز أهمية متابعة المرضى مع أطبائهم لاستكشاف خيارات علاجية أخرى إذا كانت هناك تأثيرات جانبية مزعجة.
موافقة إدارة الغذاء والدواء
تمت الموافقة على دواء “إيثينيل إسترديول / نوريثيندرون” من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 28 يناير 2016. هذه الموافقة جاءت بعد مجموعة من الدراسات السريرية التي أثبتت فعالية الدواء في منع الحمل، كما تبين أن آثاره الجانبية غالبًا ما تكون معتدلة عند استخدامه وفقًا للتوجيهات الطبية.
عدد الوصفات الطبية
على الرغم من أن هذا الدواء يعتبر شائعًا في استخدامها في تنظيم الحمل، إلا أن عدد الوصفات الطبية له لا يكون مرتفعًا مقارنة ببعض الأدوية الأخرى. وفقًا للتقارير المتوفرة، لم يتم وصف هذا الدواء إلا مرة واحدة فقط في هذه الحالة المعينة، وهو ما قد يعكس تحولات في استخدام الأدوية والعلاج في بعض الحالات.
الآثار الجانبية والتفاعلات الدوائية
تمامًا مثل معظم الأدوية الهرمونية، قد يصاحب دواء “إيثينيل إسترديول / نوريثيندرون” مجموعة من الآثار الجانبية التي تتفاوت من مريضة إلى أخرى. من بين الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا التي يمكن أن يعاني منها المرضى:
- التقلبات المزاجية: قد تعاني بعض النساء من تقلبات في المزاج وزيادة في التوتر والغضب.
- حب الشباب: ظهور حب الشباب أو تفاقم الحالة في بعض الحالات.
- النزيف غير المتوقع: النزيف بين الفترات الشهرية، خاصة في الأشهر الأولى من الاستخدام.
- الغثيان: بعض النساء قد يعانين من الغثيان أو الشعور بعدم الراحة في المعدة.
- الصداع: آلام الرأس قد تزداد أو تظهر خلال فترة استخدام الدواء.
ومن الجدير بالذكر أنه في حالة ظهور أي من هذه الآثار الجانبية أو أي أعراض أخرى غير معتادة، يجب على المريضة التواصل مع طبيبها المختص لإعادة تقييم الحالة الصحية والبحث عن بدائل أخرى.
الخلاصة
دواء “إيثينيل إسترديول / نوريثيندرون” هو دواء فعال في منع الحمل، لكن تجربته قد تختلف بشكل كبير بين النساء. يُستحسن دائمًا أن يتم استخدام هذا الدواء تحت إشراف طبي، مع متابعة منتظمة للتأكد من عدم ظهور أي آثار جانبية غير مرغوب فيها. تجارب المرضى المختلفة تشير إلى أن الدواء قد لا يكون مناسبًا لجميع النساء، خاصة في حال وجود حساسية لأعراضه الجانبية.
في النهاية، يجب على أي امرأة تفكر في استخدام هذا الدواء أن تستشير طبيبها المختص بشأن البدائل المتاحة وأفضل الطرق لاستخدامه بما يتناسب مع حالتها الصحية واحتياجاتها الشخصية.