“غضب ونيران: حياة لويز كوليه: النسوية الرائدة، ونجمة الأدب، وموسا فلوبير،” هو عنوان السيرة الذاتية الرائدة التي كتبتها فرانسين دو بليسيكس غراي. في هذا العمل الذي يعد ثوريًا في عالم السير الذاتية، تقدم الكاتبة الروائية والمقالية فرانسين دو بليسيكس غراي صورة حيوية لإحدى أكثر النساء إثارة للإعجاب في القرن التاسع عشر.
للقارئ الناطق بالإنجليزية، تُعرف لويز كوليه (1810-1876)، الجذابة والجميلة، بشكل أفضل بوصفها الحب الكبير لجوستاف فلوبير؛ وكنموذج مركزي لإيما بوفاري؛ وكمستلمة لأغلى رسائل فلوبير، المراسلة الضخمة التي استمرت ست سنوات والتي تقدم أعظم تصريحاته الأدبية وسجل قيم لتكوين مدام بوفاري. ما لا يُعرف كثيرًا عن لويز كوليه هو أنها، في ذروة حياتها المهنية، كانت، إلى جانب جورج ساند، واحدة من أشهر كاتبات فرنسا للنساء، وهي كاتبة مثمرة تجيد على حد سواء الشعر والخيال والمقالات التاريخية والصحافة. تعرف باسم “الموسا”، كوليه كانت ترأس صالونا مشهورًا في باريس في منتصف القرن التاسع عشر. في سن الثانية والعشرين، فازت بجائزة الشعر من الأكاديمية الفرنسية، واستمرت في تلقي الجائزة ثلاث مرات أخرى خلال الأربع عشر سنة التالية، أكثر من أي امرأة أخرى في تاريخ فرنسا. كانت واحدة من الأصدقاء المقربين لمدام ريكامييه، فيكتور هوجو، ولوكونت دو ليل، وكانت عاشقة لألفريد دو فيني وألفريد دي موسيه، وكانت هذه الأم العازبة والتي تعتمد على نفسها ترفض مشاركة منزلها مع رجل ما لأن ذلك قد يعرض مبدأ الحرية الذي كانت تعيشه للخطر. في أعمالها، كانت لويز كوليه واحدة من أوائل الكتاب في القرن التاسع عشر الذين استكشفوا الأسباب التاريخية للاغتراب الأنثوي؛ في حياتها الخاصة، رسمت نموذجًا جديدًا للأنوثة في عصر تم قبول خياراتها فقط “ربة منزل أو عاهرة”. باستناد إلى يوميات كوليه التي تم اكتشافها مؤخرًا، والتي، مثل رسائل فلوبير، قد تكون جنسية بشكل مذهل، تعيد غراي إلى الحياة بشكل حيوي عالم هذه الامرأة القوية وتكشف عن التقاليد الجنسية والاجتماعية المذهلة في فرنسا في القرن التاسع عشر. كتبت هذه السيرة بأسلوب روائي غني بالتفاصيل ولكنها تمت بأبحاث دقيقة، وتصور هذه السيرة تعقيدات امرأة صعدت إلى الشهرة والاحترام الأدبي من خلال موهبتها وروح عنيدة رفضت الاعتراف بكلمة “لا”.
