“غضب الطريق”، للكاتبة روث ريندل، يُعدُّ من الروايات التي تتميز بقوة السرد وعمق الشخصيات، ويأخذ القارئ في رحلة ملحمية داخل عقل رئيس المفتشين ويكسفورد، الذي يخوض معركة داخلية وخارجية في واقع معقَّد.
تبدأ أحداث “غضب الطريق” بمشهد لوكسفورد وهو يتجول في غابة فرامهيرست الكبيرة، خارج مدينته الحبيبة كينجسماركهام، يعتبر هذا التجول آخر زيارة له لتلك الغابة التي يعشقها، حيث لا يستطيع أن يتحمل النظر إلى الجمال الطبيعي الذي سيتم تشويهه قريبًا بإنشاء طريق جديد. يعتبر وكسفورد المشروع سببًا لليأس، بينما تنشط زوجته الأكثر تفاؤلاً، دورا، في لجنة لإنقاذ الأرض المهددة. وهنا يتداخل الصراع بين رغبات الحفاظ على البيئة وبين مشروع يعتبره البعض ضروريًا.
تصل الأمور إلى ذروتها عندما يلجأ بعض الأفراد المستائين لوسائل متطرفة، بما في ذلك احتجاز رهائن، بمن فيهم دورا، والتهديد بقتلهم. كيف يتسابق وكسفورد وفريقه المكرس من رجال الشرطة مع الزمن لمعرفة هوية الخاطفين واكتشاف مكان احتجاز الرهائن، سيشد القراء الذين يستمتعون بمتابعة تفاصيل التحقيق الشرطي الدقيقة.
وكما هو الحال في جميع روايات روث ريندل، تثير الدراما البشرية أسئلة سياسية وأخلاقية لا تُحسَم مع إغلاق القضية، وتطرح تلك الأسئلة بعمق يتعدى حدود كينجسماركهام.
“غضب الطريق”، والذي صدر في أغسطس عام 1997 عن دار النشر كراون، يندرج تحت فئة الرواية، ويمزج بين الخيوط البوليسية والألغاز، ويقدم تجربة قراءة تتجاوز الحدود الزمانية والمكانية لتلامس القضايا الإنسانية والاجتماعية بطريقة فريدة ومثيرة.