متى يغسل الشعر بعد البروتين: دليل شامل للعناية بالشعر المعالج بالبروتين

يُعد علاج البروتين للشعر من أبرز الحلول التجميلية والتقنية التي أصبحت منتشرة بين النساء والرجال على حد سواء، خاصة لمن يعانون من التلف والتقصف والخشونة وفقدان اللمعان. حيث يعمل البروتين على إعادة بناء الشعرة من الداخل، وتقويتها وتحسين مظهرها وملمسها، ويُعتمد عليه في الكثير من مراكز العناية بالشعر لعلاج الأضرار الناتجة عن الحرارة والمواد الكيميائية والصبغات المتكررة. ورغم فعاليته الكبيرة، إلا أن العناية الصحيحة بالشعر بعد العلاج بالبروتين تلعب دوراً محورياً في نجاح النتائج واستمراريتها، ومن أبرز هذه النقاط الدقيقة التي تثير التساؤلات: متى يمكن غسل الشعر بعد البروتين؟

ما هو علاج البروتين للشعر؟

علاج البروتين هو تقنية تجميلية وطبية تعتمد على تغليف خصلات الشعر بطبقة من البروتينات والأحماض الأمينية التي تُعاد من خلالها البنية الطبيعية للشعرة. تختلف مكونات العلاجات باختلاف الشركات والأنواع، لكن التركيبة العامة تتضمن البروتينات المشتقة من الكيراتين، الكولاجين، الحرير، القمح، أو الصويا، بالإضافة إلى مكونات ترطيب وتنعيم. هذه العلاجات تهدف إلى:

• تقوية جذع الشعرة.

• تقليل التجعد والتطاير.

• تعزيز النعومة واللمعان.

• تقليل التلف الناتج عن أدوات التصفيف الحرارية.

• إصلاح الضرر الناتج عن الصبغات والمعالجات الكيميائية الأخرى.

غالباً ما يُستخدم البروتين في صالونات التجميل كتقنية فرد مؤقتة، لكنه يظل علاجا عميقاً في المقام الأول، يعتمد على ملء الفراغات والتشققات الموجودة في الشعرة.

أهمية توقيت غسل الشعر بعد البروتين

تحديد التوقيت المناسب لغسل الشعر بعد العلاج بالبروتين ليس مجرد إجراء شكلي، بل يُعد من الأمور الحيوية التي تؤثر بشكل مباشر على فعالية العلاج ودوامه. السبب في ذلك أن البروتين يحتاج إلى وقت كافٍ ليتم امتصاصه بالكامل داخل الشعرة وتثبيته عليها، وهو ما يُطلق عليه اسم “مرحلة التثبيت”.

غسل الشعر في وقت غير مناسب قد يؤدي إلى:

• زوال نسبة كبيرة من البروتين قبل أن يتغلغل داخل الألياف الشعرية.

• فقدان النتائج المرجوة من النعومة والانسيابية.

• تقليل عمر البروتين على الشعر.

• تحفيز عودة التجعد والخشونة بشكل أسرع.

لذلك يُوصى دائماً بالالتزام التام بالإرشادات المحددة من قبل مصفف الشعر أو الشركة المنتجة للمنتج المستخدم، حيث أن هناك أنواع مختلفة من البروتين، وكل نوع له خصائص محددة.

القاعدة العامة: متى يُغسل الشعر بعد البروتين؟

بشكل عام، تنقسم أنواع علاج البروتين إلى نوعين أساسيين من حيث طريقة التفاعل مع الماء:

1. البروتين التقليدي (الذي يحتاج لفترة تثبيت)

يُعرف هذا النوع أيضاً بالبروتين الحراري أو البروتين الكلاسيكي، وهو الذي يتطلب بقاءه على الشعر دون غسل لمدة تتراوح بين 48 إلى 72 ساعة بعد التطبيق. خلال هذه المدة:

• يجب تجنب غسل الشعر تماماً.

• يجب الامتناع عن ربط الشعر أو تغطيته بإحكام.

• يُمنع استخدام أي منتجات للشعر مثل الزيوت أو الكريمات.

• يُفضل ترك الشعر منسدلاً قدر الإمكان للحفاظ على الشكل الأملس.

سبب هذا التأخير هو السماح للبروتين بالتفاعل الكامل مع الحرارة وتثبيته بشكل دائم نسبي داخل طبقات الشعر.

2. البروتين الفوري (الذي يُغسل في نفس اليوم أو اليوم التالي)

هذا النوع يتميز بتركيبة حديثة تُتيح غسل الشعر بعد جلسة العلاج مباشرة أو بعد 24 ساعة فقط. تعتمد هذه التركيبات على تقنيات نانوية تسمح بامتصاص البروتين بسرعة، ما يجعلها أكثر ملاءمة للأشخاص الذين لا يستطيعون الانتظار لعدة أيام دون غسل شعرهم.

غالباً ما يُكتب على عبوة المنتج ما إذا كان من النوع الفوري أم لا، ويقوم المصفف بتوضيح ذلك للعميل في صالون التجميل.

جدول توضيحي لفترة الانتظار حسب نوع البروتين:

خطوات العناية بالشعر بعد غسله لأول مرة بعد البروتين

بعد مرور فترة الانتظار المناسبة وغسل الشعر للمرة الأولى، هناك مجموعة من القواعد التي يجب اتباعها للحفاظ على فعالية البروتين لأطول فترة ممكنة، وقد تمتد من 3 إلى 6 أشهر إذا تم الالتزام بهذه الخطوات:

1. استخدام شامبو خالٍ من الكبريتات والصوديوم

الكبريتات (Sulfates) وخاصة الصوديوم لوريث سلفات (Sodium Laureth Sulfate) تُعد من أقوى المنظفات المستخدمة في الشامبو، لكنها تُزيل البروتين بسرعة من الشعرة. لذلك يُنصح باستخدام شامبو مخصص للشعر المعالج بالبروتين وخالٍ من هذه المواد. كذلك الأمر بالنسبة لمادة كلوريد الصوديوم (ملح الطعام) التي تسبب تحلل البروتين.

2. تجنب غسل الشعر بشكل مفرط

الإفراط في غسل الشعر يُسهم في فقدان البروتين بسرعة. يُفضل غسل الشعر من مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع فقط، مع استخدام الماء الفاتر وليس الساخن.

3. تجنب المنتجات الكيميائية القاسية

مثل الصبغات، التفتيح، أو المواد القلوية القوية، والتي تُضعف تأثير البروتين على الشعر. يُفضل تأجيل أي معالجة كيميائية حتى مرور شهرين على الأقل من جلسة البروتين.

4. استخدام بلسم أو ماسك مغذي مخصص للبروتين

يساعد في ترطيب الشعر والحفاظ على نعومته ولمعانه. ويُنصح باستخدام منتجات تحتوي على الكيراتين أو البروتين الحيواني.

5. حماية الشعر من الكلور والملح

الكلور في ماء المسابح والملح في ماء البحر يؤديان إلى تآكل البروتين بسرعة. يجب ارتداء قبعة واقية عند السباحة أو استخدام كريمات وقاية من هذه العناصر.

6. الابتعاد عن التصفيف الحراري اليومي

رغم أن الشعر المعالج بالبروتين يبدو ناعماً ولا يحتاج إلى تصفيف مكثف، إلا أن استخدام أدوات حرارية يومياً مثل المكواة والمجفف قد يؤدي إلى جفاف الشعر وإضعافه على المدى الطويل.

العوامل التي تؤثر على توقيت غسيل الشعر بعد البروتين

رغم أن التوصيات العامة مفيدة، إلا أن هناك عدة عوامل يمكن أن تؤثر على توقيت غسل الشعر المثالي، منها:

• نوع الشعر: الشعر الكثيف أو المجعد جداً قد يحتاج إلى مدة تثبيت أطول.

• تركيبة البروتين: الأنواع التي تحتوي على نسبة عالية من الكيراتين أو الفورمالين تحتاج إلى تثبيت أطول.

• المناخ: الرطوبة العالية تُسرّع فقدان البروتين، لذا يُفضل الانتظار أكثر في المناطق الرطبة.

• طريقة تطبيق العلاج: بعض المصففين يستخدمون حرارة عالية لتثبيت البروتين بسرعة، ما يُقلل فترة الانتظار أحياناً.

علامات فشل العلاج بسبب غسل الشعر مبكراً

في حال تم غسل الشعر قبل الفترة الموصى بها، تظهر بعض المؤشرات التي تدل على عدم نجاح العلاج بالشكل المطلوب، منها:

• عودة التجعد في وقت قصير.

• الشعور بخشونة في أطراف الشعر.

• فقدان اللمعان الطبيعي.

• قلة استجابة الشعر للتصفيف.

• تقصف الشعر بعد فترة قصيرة من العلاج.

وغالباً لا يمكن إصلاح النتيجة إلا بإعادة العلاج من البداية بعد مرور فترة كافية لإراحة الشعر.

خلاصة

العناية بالشعر بعد البروتين تبدأ من اللحظة التي يغادر فيها الشخص صالون التجميل، وأهم هذه الخطوات تتمثل في توقيت غسل الشعر. البروتين ليس مجرد علاج تجميلي عابر، بل هو إجراء يحتاج إلى التزام صارم بإرشادات دقيقة لضمان نجاحه ودوامه. غسل الشعر في التوقيت الصحيح سواء بعد 24 أو 72 ساعة، واستخدام المنتجات المناسبة بعده، يضمن استمتاع الشخص بشعر صحي، ناعم، ولامع لأطول فترة ممكنة.

المراجع:

1. American Academy of Dermatology Association. “Hair Smoothing Products”. www.aad.org

2. Cosmetic Ingredient Review Expert Panel. “Safety Assessment of Protein Hydrolysates in Hair Products.”