معركة روم 455 ميلادية، التي جرت في إيطاليا، تعد واحدة من الصفحات الدامية في تاريخ الصراعات بين الإمبراطورية الرومانية وشعوب الغرب الأوروبي. ففي هذه الفترة الزمنية، كانت الإمبراطورية الرومانية تواجه تحديات هائلة على الصعيدين الداخلي والخارجي، حيث كانت الداخلية تتمثل في التمزق السياسي والاقتصادي، بينما كانت التحديات الخارجية تأتي من الغزوات والهجمات من قبل القبائل الباربارية.
تتصل معركة روم 455 بفترة الصراع المعروفة بحروب الرومان والفندال، التي شهدت صراعًا داميًا بين الإمبراطورية الرومانية ومملكة الفندال، وهي إحدى القبائل الجرمانية الباربارية التي انتشرت في أوروبا خلال العصور الوسطى.
يُعتبر العام 455 ميلاديًا نقطة تحول في تاريخ الإمبراطورية الرومانية، إذ أن هذا العام شهد غزواً مروعًا لمدينة روما على يد قوات الفندال بقيادة جايسريك، وهو ملك الفندال المعروف بقسوته ودمويته. وقد استغل جايسريك الفرصة التي فتحها الضعف الداخلي والفوضى في الإمبراطورية الرومانية لشن هجوم مدمر على العاصمة الرومانية.
تعد معركة روم 455 بمثابة فصل مظلم في تاريخ روما، حيث تبنت قوات الفندال سياسة النهب والتخريب، وشهدت المدينة مأساة لا تُنسى من المواجهات العنيفة والمجازر التي ارتُكبت بحق السكان المدنيين والممتلكات الثقافية والتاريخية.
بعد هذه المعركة، تمكنت قوات الفندال بقيادة جايسريك من السيطرة على روما، وأسفرت عن سقوط الإمبراطورية الرومانية في ذلك الوقت في فخ الاضطرابات والفوضى الدائمة. وبذلك، اعتبرت هذه المعركة نقطة فارقة في تاريخ الصراعات بين الشعوب الباربارية والإمبراطورية الرومانية، وكان لها تأثير كبير على مسار التاريخ الأوروبي في القرون الوسطى.