في العام -335 قبل الميلاد، شهدت الحروب والصراعات في اليونان تحولًا مميزًا عندما قاد الإسكندر الأكبر، ملك مقدونيا، حملته العسكرية إلى مدينة ثيبات، والتي كانت تعتبر واحدة من أهم المدن في اليونان القديمة. تمثلت هذه الحملة العسكرية ضمن سلسلة من الفتوحات التي قادها الإسكندر في محاولة لتوسيع إمبراطوريته ونفوذه.
تتميز مدينة ثيبات، الموجودة في اليونان القديمة، بتاريخها العريق وأهميتها الاستراتيجية والثقافية. وفي العام -335 قبل الميلاد، أصبحت مسرحًا لإحدى أبرز المواجهات العسكرية في تلك الحقبة، عندما قام الإسكندر الأكبر بغزوها. وقد تمثل هذا الصراع جزءًا من الحروب التي شنها الإسكندر في إطار ما يعرف بـ “فتوحات الإسكندر العظيم”.
بمشاركة جيوش يونانية ومقدونية، دارت المعركة بين القوات اليونانية التي كانت تمثل ثيبات والقوات المقدونية التي كان يقودها الإسكندر. ورغم البطولة التي أظهرها مدافعو ثيبات، إلا أنهم واجهوا هزيمة قاسية أمام جيش الإسكندر.
بعد انتهاء المعركة، تبعتها مجزرة ضخمة، حيث قام الفائزون، وهم جيش المقدونيين بقيادة الإسكندر، بالتصفية النهائية للخصوم المهزومين. وقد أثارت هذه المجزرة رعبًا وفزعًا في صفوف السكان المحليين وكانت تعبيرًا صارخًا عن قوة الفائز واستعداده لاستخدام القوة القاسية لتحقيق أهدافه.
بفوز جيش المقدونيين، والذي كان يقوده الإسكندر الأكبر، تم تحقيق هدفهم في ضم ثيبات إلى إمبراطوريتهم وتوسيع نفوذهم في المنطقة. فيما أدت هزيمة ثيبات إلى فقدانها لاستقلالها وتبعيتها للسلطة المقدونية.
تعتبر هذه الفترة من التاريخ القديم نقطة تحول هامة في تطور العالم اليوناني والشرق الأوسط، حيث مثلت حملات الإسكندر العظيم توسعًا هائلًا في الإمبراطورية المقدونية وشكلت أساسًا للثقافة الهيلينية لاحقًا.