على عتبات تاريخ الحرب العالمية الثانية، بالتحديد في الأول من ديسمبر عام 1942، شهد العالم حدثاً استراتيجياً مهماً يمثلته “غزو الصومال الفرنسية”. كان هذا الغزو جزءاً من حملة عسكرية أوسع نطاقاً تمت بمشاركة القوات الحلفاء لتحرير المنطقة من السيطرة الفرنسية المحتلة.
وضعت هذه العملية العسكرية الضوء على استراتيجية الحلفاء في شمال شرق أفريقيا، حيث سعت إلى استغلال الفجوة المتسعة التي خلفتها انتصارات القوات المحورية في شرق أفريقيا، والتي أضعفت السيطرة الفرنسية على المنطقة.
تأتي أهمية هذا الحدث من خلال تأمين موانئ البحر الأحمر والتي كانت تمثل مساراً حيوياً لتزويد القوات الحلفاء بالإمدادات اللازمة خلال مسار حرج من الحرب. فضلاً عن ذلك، فقد شكلت الصومال الفرنسية قاعدة استراتيجية للقوات المحورية في المنطقة، وكان من المهم للحلفاء التخلص من هذا التهديد وتأمين المنطقة.
بدأت العملية العسكرية في الأول من ديسمبر 1942 واستمرت حتى الحادي والثلاثين من يناير 1943، حيث شهدت انتصاراً للحلفاء الذين تمكنوا من تحرير الصومال الفرنسية من السيطرة الفرنسية. تضمن هذا الانتصار تأمين السيطرة الحلفية على هذه المنطقة الحيوية، مما ساهم في تعزيز السيطرة العامة على المنطقة وتسهيل حركة الإمدادات الحربية.
تجسد غزو الصومال الفرنسية مثالاً بارزاً على التعاون والتنسيق بين القوات الحلفاء في مختلف الميادين العسكرية، وكذلك على الاستراتيجية الشاملة لتحرير الأراضي المحتلة خلال الحرب العالمية الثانية.