غرق U-168: مأساة الغواصة الألمانية

في غمرات الحرب العالمية الثانية، تألقت غواصة فائقة الأداء تحمل اسم U-168، وهي تابعة للصف الفخم Type IX الذي أنتجته ألمانيا النازية. كان عام 1942 هو عام تسليمها إلى سطح البحر الأرجواني، حيث تحوَّلت إلى سفينة حرب تمثل قوة لا يستهان بها في أعماق المحيطات الواسعة.

تمثل U-168 تحفة هندسية في عالم التكنولوجيا البحرية، حيث جمعت بين الابتكار والفعالية القتالية. تتمتع هذه الغواصة بخصائص فريدة، حيث بلغ طولها الإجمالي حوالي 87 مترًا، وكانت مجهزة بمحركي ديزل قويين يضفيان عليها سرعة مثيرة تصل إلى 18 عقدة على سطح الماء، وتبلغ مدى غوصها القاعي إلى أعماق تصل إلى 230 مترًا.

تألقت U-168 في المحيطات، حيث شاركت بفعالية في حملات الغوص ضد الأسطول البحري للأعداء، وخاصةً في منطقة المحيط الهندي. سُلِّحَت بستة أنابيب لإطلاق الطوربيدات وأخرى للتحكم في الألغام البحرية، مما جعلها قوة لا يستهان بها في مواجهاتها مع السفن العدوة.

أضف إلى ذلك، كانت U-168 مجهزة بمدفع أمامي بعيار 105 ملم يعزز من إمكانياتها الهجومية. وبفضل تكنولوجيا الاستشعار والتصوير المتطورة في ذلك الوقت، كان لديها القدرة على اكتشاف ومهاجمة الأهداف بفعالية.

تاريخياً، شهدت U-168 مسيرة حافلة بالإنجازات، حيث أسهمت في ضرب الأعداء وقطع خطوط الإمداد البحرية. أحد أبرز إنجازاتها كانت غرق السفينة البريطانية “City of London” في عام 1943، مما أسهم في تعزيز الهيبة البحرية للقوات الألمانية.

ومع اقتراب نهاية الحرب، تم تدمير U-168 في أبريل 1944 خلال مواجهة مع القوات البحرية البريطانية في المحيط الهندي. رغم ذلك، يبقى إرثها حاضرًا كشاهد على الشجاعة والتكنولوجيا البحرية الفائقة في فترة الحرب العالمية الثانية.