“غرق روث: رواية (نادي أوبرا للكتب) للكاتبة كريستينا شفارتز”
تتناغم روعة السرد والقوة العاطفية في رواية “غرق روث” لتخلق لوحة مدهشة عن الروابط التي تجمع بين الأخوات والقوى التي تفرق بينهن، عن خطورة الاحتفاظ بالأسرار والانفجار الناتج حينما تُكشَف. إنها بداية ساحرة وجميلة بكل مأساويتها.
في شتاء عام 1919، تقضي أماندا ستاركي أيامها في تمريض جرحى الحرب الكبيرة. تشعر بالغمرة المفاجئة، فيفر إليها ميلووكي وينسحب إلى مزرعة عائلتها على بحيرة ناغاواكي، ساعية للراحة برفقة شقيقتها الصغرى ماثيلدا وابنة أختها البالغة من العمر ثلاث سنوات، روث. ولكن ليس طويلاً، تدرك أماندا أن منزلها القديم ليس ملجأً – فقد حملت همومها معها. في ليلة فظيعة تقريبا عام لاحق، تخسر أماندا تقريبا كل ما هو أغلى إليها عندما تختفي شقيقتها بشكل غامض وتُعثَر عليها لاحقًا مغمورة تحت الجليد الذي يغطي البحيرة. عندما يعود زوج ماثيلدا من الحرب، مصابًا ومضطربًا بذاته، يجد أن أماندا قد تولت مسؤولية روث والمزرعة، متحملة مسؤوليتها بكثافة مخيفة. أماندا، واثقة وحذرة، تروي قصة عائلتها بجرعات دقيقة، حريصة على إخفاء أسرار ماضيها وذلك الليلة الرهيبة.
روث، التي تطارد ذكرياتها الخاصة بتلك الليلة المشؤومة، تنشأ تحت عين الأم المتجعرة والمتسلطة وتدريجيا تدرك الأحداث الغريبة في طفولتها. مع تقدمها في سرد قصتها بوضوح متزايد، تكشف عن الثمن المتزايد الذي تتخذه أسرار عمتها من عائلتها والجميع من حولها، حتى يتم الكشف عن الحقيقة المحزنة.
تأخذنا كريستينا شفارتز في روايتها الأولى عبر حياة نساء عائلة ستاركي، مظهرًا لتعاطفها وفهمها الفريد للمشهد الأمريكي والأشخاص الذين يعيشون فيه. رواية تجمع بين الدراما والتشويق، محاطة بالغموض والعواطف، تضفي شفارتز لمستها الخاصة على هذه الرواية الرائعة. إنها ليست مجرد قصة، بل هي رحلة عبر الزمان والمكان، حيث تتشابك الأسرار والعلاقات بطريقة تجعل القارئ يعيش كل لحظة مع الشخصيات وينغمس في عالمهن المعقد.
“غرق روث” تعتبر مشاركة قيمة في أدب الرواية الأمريكية، حيث تتألق كريستينا شفارتز بمهاراتها الكتابية، وتقدم للقارئ تجربة لا تُنسى تمزج بين الفن والروحانية في قالب أدبي متقن.