خلال فترة بداية الحرب العالمية الثانية، تعرضت مدن شنغهاي وتشونغكينغ وغيرها من المدن في الصين لموجات من القصف الجوي الهمجي والمدمر، والذي كان يهدف إلى ترويع السكان المدنيين وتكوين موجات من الذعر والهلع. اندلعت هذه الغارات في الفترة الممتدة من 15 أغسطس 1937 حتى 23 أغسطس 1943، وشهدت تلك المدن الصينية معاناة جسيمة وخسائر هائلة بسبب القصف الذي نفذته القوات اليابانية خلال تلك السنوات العجاف من الصراع العالمي.
تمثل هذه الغارات جزءًا من الصراع الصيني الياباني الذي كان جزءًا من الصراعات الإقليمية التي سبقت الحرب العالمية الثانية، حيث كانت اليابان تسعى إلى توسيع نفوذها في المنطقة وسط تنامي التوترات والصدامات مع الصين. استخدمت القوات اليابانية القوة الجوية بشكل مكثف لقصف المدن الصينية، مما أسفر عن دمار هائل وخسائر بشرية فادحة بين السكان المدنيين، فضلاً عن تدمير البنى التحتية والمرافق الحيوية مثل المدارس والمستشفيات والمصانع.
لم تكن الغارات الجوية محصورة فقط في شنغهاي وتشونغكينغ، بل امتدت أيضًا إلى مدن أخرى في الصين، حيث شهدت العديد من المناطق الحضرية الصينية أمثلة مروعة على الدمار والفوضى الناجمة عن هذه الغارات. ومع مرور الوقت، أصبحت تلك الغارات علامة فارقة في تاريخ الحرب العالمية الثانية وشهدت كيف أن استخدام الطيران كوسيلة للهجوم العسكري ترك أثرًا بالغ الخطورة على الحياة اليومية للمدنيين والبنية التحتية للمدن المستهدفة.
رغم أن هذه الغارات قد مرت بالفعل، إلا أن تأثيرها على الشعب الصيني وذاكرته الوطنية ما زال ماثلاً حتى يومنا هذا، حيث تظل هذه الفترة محط ألم وتأمل للصينيين، وتجسد الصمود والتضحية في وجه التهديد الخارجي والاحتلال العسكري.