عندما ننغمس في صفحات كتاب “عيدان السماسم” للكاتبة سماح العيسى، نجد أمامنا مجموعة قصصية تتناول بجرأة وعمق واقع الحروب، فتحاول أن ترسم صورة واقعية لما يجري خلف الكواليس، مكشوفة الظلم والظلام الذي يحيط بتلك التجارب المؤلمة. إنها محاولة جريئة لإعطاء صدى للآهات التي يمكن أن تسمع في غياب الأمان والحرية.
يأخذنا الكتاب في رحلة مؤلمة بين أسطره، حيث يتم تصوير الحياة في زمن الحروب بكل وحشية وواقعية. يتناول الكتاب مجموعة من القصص، تتنوع بين القتل والانتقام، الجوع والتشرد، والاعتقالات الظالمة. إنها عذابات لا تنتهي، والكتاب يسعى لتسليط الضوء على تلك القصص التي قد لا تجد مكانًا في الأبجديات الرسمية، ولا تتسع لها الأوراق المعتادة.
تظهر قوة الكتاب في محاولته التأريخ لحكايا الموت الكثيرة، فهو يسجل اللحظات الصعبة بأسلوب يتناغم بين الواقعية والفن الأدبي. يتأمل القارئ في صفحات هذا الكتاب تفاصيل حياة الأفراد ومعاناتهم في زمن الحروب، وكيف تؤثر تلك التجارب في نسيج الحياة اليومية.
تأتي هذه المجموعة القصصية كتحفة أدبية ترسم بألوان واقعية صادقة، تجذب القارئ وتجبره على التفكير في عمق الأحداث والمشاعر. بفضل أسلوب الكاتبة الساحر والمؤثر، يتمكن القارئ من التفاعل مع الشخصيات والتفاصيل بشكل يمكنه من مشاركة الألم والأمل في كل جملة.
“عيدان السماسم” لسماح العيسى، الذي نشرته دار الغاية للنشر والتوزيع في عام 2016، يعتبر إضافة قيمة إلى أدب الرواية، ويبرز بشكل ملحوظ في فئة الأدب والخيال، تحت تصنيف الروايات. ورغم غلافه الورقي، إلا أن محتواه يحمل في طياته الكثير من الحكايا الإنسانية الصادقة والمؤثرة.