يُعد كتاب “Probe” أحد الأعمال الروائية ضمن سلسلة “ستار تريك”، وهو من تأليف مارغريت واندر بونانو، التي تعتبر واحدة من المؤلفين المتميزين في كتابة روايات الخيال العلمي. صدر الكتاب في شهر أبريل من عام 1992 عن دار النشر “بوكيت بوكس”. يروي الكتاب قصة مشوقة تجمع بين عناصر الخيال العلمي والمغامرة، مستندة إلى عالم “ستار تريك” الشهير، الذي يجسد فيه طاقم سفينة الفضاء “إنتربرايز” بطولاتهم في استكشاف الفضاء والدفاع عن الأرض والبشرية.
تدور أحداث الرواية حول عودة دراماتيكية لمسبار فضائي غامض كان قد ظهر سابقاً وكاد أن يتسبب في تدمير الأرض. هذا المسبار، المعروف لدى محبي السلسلة بـ”المسبار الغنائي”، ظهر لأول مرة في فيلم “ستار تريك الرابع: الرحلة إلى الوطن” (Star Trek IV: The Voyage Home)، حيث كان يسعى للتواصل مع الحيتان على كوكب الأرض. وفي هذه الرواية، يعود هذا المسبار المثير للرعب ليُشكل تهديداً جديداً، ما يدفع كابتن جيمس كيرك ومعه السيد سبوك وبقية طاقم السفينة “إنتربرايز” إلى الانطلاق في مهمة محفوفة بالمخاطر نحو أعماق المجرة لمحاولة فك لغز المسبار وإنقاذ الأرض مرة أخرى.
تعكس هذه الرواية روح “ستار تريك” الأصلية التي تمزج بين المغامرة الفضاء والعمق الفلسفي، حيث تتناول قضايا التواصل بين الكائنات الحية وكيف يمكن لسوء الفهم أو فقدان الاتصال أن يؤدي إلى كوارث غير متوقعة. في “Probe”، يتعين على طاقم “إنتربرايز” أن يواجه ليس فقط التحديات التقنية والعلمية التي تعترض طريقهم، بل أيضاً التحديات الأخلاقية والمعنوية التي تأتي مع مسؤولية تمثيل البشرية في مواجهة كائنات قد تكون لها نظرة مختلفة تماماً عن الكون والحياة.
تميزت مارغريت واندر بونانو بأسلوبها السلس وقدرتها على بناء شخصيات محببة ومثيرة للاهتمام، مع الحفاظ على الاتساق مع الحبكة العامة لعالم “ستار تريك”. وعلى الرغم من أن القصة تدور في إطار خيالي، إلا أنها تحمل في طياتها رسائل عميقة حول الطبيعة البشرية، والتحديات التي تواجهها في سعيها لفهم الكون والتعايش مع أشكال الحياة الأخرى.
لاقى الكتاب استحسان عشاق “ستار تريك” عند صدوره، واعتبر إضافة قوية إلى السلسلة، خاصة وأنه يتناول موضوعاً أثار الكثير من النقاشات بين متابعي السلسلة حول مصير المسبار الغامض. ومن الجدير بالذكر أن الرواية استطاعت أن تحقق مبيعات جيدة، حيث طُبع منها خمسون ألف نسخة في طبعتها الأولى، مما يعكس اهتمام القراء المستمر بكل ما يتعلق بعالم “ستار تريك”.
في الختام، يمكن القول إن رواية “Probe” تُعد قراءة ممتعة لكل من يحب الخيال العلمي والمغامرة، وخصوصاً لمحبي سلسلة “ستار تريك”. فهي تقدم قصة مشوقة تجسد الصراع بين المعرفة والمجهول، وتحفز على التفكير في مدى تعقيد الكون والعلاقات بين الكائنات الحية المختلفة.