كتاب “Back in Control: Your Complete Prescription for Preventing, Treating, and Eliminating Back Pain from Your Life” الذي ألفه د. ديفيد ج. بورنستين يعتبر دليلاً شاملاً للتعامل مع آلام الظهر، وهو يندرج تحت فئة الصحة واللياقة البدنية، تحديداً إدارة الألم. صدر هذا الكتاب عن دار نشر “M. Evans and Company, Inc.” في يونيو من عام 2003، وهو يمثل برنامجاً متكاملاً لكيفية التخلص من آلام الظهر.
آلام الظهر تعد من أكثر الشكاوى الطبية شيوعاً التي يعاني منها الكثيرون في مختلف أنحاء العالم، ويعزى ذلك لأسباب متعددة قد تتراوح بين العادات اليومية الخاطئة والإصابات الرياضية إلى الحالات الطبية المزمنة. الدكتور ديفيد ج. بورنستين، وهو خبير في هذا المجال، يقدم من خلال هذا الكتاب نظرة متعمقة وشاملة حول كيفية تشخيص هذه الآلام بشكل صحيح، والبحث عن أفضل العلاجات المتاحة، والعمل على الوقاية منها.
أول ما يميز هذا الكتاب هو تقديمه لمعلومات دقيقة ومدعومة علمياً حول مختلف أنواع آلام الظهر وأسبابها. يتناول الكتاب بشكل مفصل العوامل المساهمة في ظهور هذه الآلام، بما في ذلك الوضعيات الخاطئة، والتوتر النفسي، ونقص اللياقة البدنية، بالإضافة إلى الحالات الطبية مثل الديسك والأمراض التنكسية.
يوضح د. بورنستين أن التشخيص الصحيح يعد الخطوة الأولى والأساسية نحو العلاج الفعال. يقدم نصائح حول كيفية التعرف على نوع الألم الذي يعاني منه الفرد، سواء كان حاداً أو مزمناً، وكيفية التمييز بين الآلام الناتجة عن إصابات عضلية وتلك الناتجة عن مشكلات في العمود الفقري. يركز الكتاب أيضاً على أهمية الاستشارة الطبية والفحص الدقيق لتحديد الأسباب الحقيقية وراء الألم، وذلك لتجنب العلاجات الخاطئة التي قد تزيد من تفاقم الحالة.
من بين الجوانب المهمة التي يتناولها الكتاب هي الخيارات العلاجية المتاحة. يشدد المؤلف على ضرورة اتباع نهج متعدد الأبعاد في العلاج، حيث يجمع بين العلاجات الدوائية والتدخلات الجراحية، بالإضافة إلى العلاجات الطبيعية مثل العلاج الطبيعي والتدليك والتمارين الرياضية المخصصة لتقوية عضلات الظهر وتحسين مرونته. كما يقدم نصائح حول تقنيات الاسترخاء والتحكم في التوتر النفسي الذي قد يكون له دور كبير في تفاقم آلام الظهر.
واحدة من المزايا البارزة في هذا الكتاب هي الفصول المخصصة لتقديم برامج وقائية تهدف إلى منع ظهور آلام الظهر من الأساس. يطرح د. بورنستين مجموعة من الإرشادات العملية لتبني عادات يومية صحية، مثل الحفاظ على وضعيات جلوس ووقوف صحيحة، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتجنب الأنشطة التي قد تضع ضغطاً زائداً على العمود الفقري. كما يقدم نصائح حول كيفية تنظيم مكان العمل بطريقة تقلل من مخاطر الإصابة بآلام الظهر.
بالإضافة إلى النصائح الطبية والعلاجية، يتناول الكتاب أيضاً الجوانب النفسية والاجتماعية لآلام الظهر. يؤكد د. بورنستين على أهمية الدعم النفسي والاجتماعي في عملية الشفاء، ويحث على أهمية التواصل المفتوح مع الأطباء والمختصين في الصحة النفسية للحصول على الدعم اللازم. كما يشير إلى دور الأسرة والأصدقاء في تقديم الدعم العاطفي وتشجيع المصابين على اتباع البرامج العلاجية بشكل منتظم.
يمتاز الكتاب بأسلوبه السلس والواضح، مما يجعله مناسباً لكل من القراء العاديين والمهنيين في مجال الصحة. يتم تقديم المعلومات بطريقة مبسطة ولكن شاملة، مما يساعد القارئ على فهم كل جوانب المشكلة والحلول المتاحة لها. كما يتضمن الكتاب العديد من الرسوم التوضيحية والصور التي تسهل فهم النصائح والإرشادات المقدمة.
في الختام، يمكن القول إن كتاب “Back in Control” لد. ديفيد ج. بورنستين هو مرجع قيم لكل من يعاني من آلام الظهر أو يرغب في تجنبها. يقدم الكتاب برنامجاً عملياً وفعّالاً للتعامل مع هذه الآلام، ويعزز من فهمنا لأسبابها وطرق علاجها ووقايتها. سواء كنت تبحث عن تشخيص دقيق لمشكلتك أو تبحث عن أفضل طرق العلاج، أو ترغب في تبني نمط حياة يقيك من هذه الآلام، فإن هذا الكتاب سيكون دليلك الأمثل لتحقيق ذلك.