عودة آمنة للمدرسة في كورونا

دليلك للاعتناء بطفلك مع عودته للمدرسة في ظل جائحة كورونا

مع عودة الطلاب إلى المدارس بعد فترة طويلة من التعليم عن بُعد بسبب جائحة كورونا، تبرز العديد من التحديات التي تواجه الأسر، خاصة فيما يتعلق بصحة الأطفال وسلامتهم النفسية والجسدية. إن مرحلة العودة إلى المدرسة في ظل الظروف الصحية الحالية تتطلب اهتمامًا خاصًا من الأهل والمعلمين والمجتمع ككل. فبينما يسعى الجميع إلى إعادة الحياة إلى طبيعتها، إلا أن الوقاية من الفيروس تظل أولوية قصوى. في هذا المقال، سنتناول طرق الاعتناء بطفلك في هذه الفترة الحساسة وكيفية التكيف مع التغيرات التي فرضتها الجائحة على بيئة المدرسة.

1. التكيف مع التغييرات في روتين المدرسة

مع العودة إلى المدرسة بعد عام من التعليم عن بُعد أو الهجين، من المهم أن يتمكن الطفل من التكيف مع الروتين المدرسي الجديد. قد تشمل هذه التغييرات وجود قواعد صحية مشددة، مثل ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي، مما قد يكون غير مألوف للطفل. يحتاج الأهل إلى التحدث مع أطفالهم عن هذه التغيرات بطريقة مريحة وغير مرعبة، مع التأكيد على أهمية هذه الإجراءات لحمايتهم وحماية زملائهم.

– تحضير الطفل نفسيًا

قبل العودة إلى المدرسة، يجب أن يتحدث الأهل مع الطفل عن الأسباب التي تؤدي إلى هذه التغييرات وكيفية التعامل معها. ينبغي توجيه الطفل ليشعر بالأمان وعدم الخوف من الإجراءات الصحية مثل ارتداء الكمامة واستخدام المعقمات. يمكن للأهل الاستفادة من القصص أو الأنشطة التربوية لشرح أهمية هذه الإجراءات.

– تحديد مواعيد النوم واليقظة

من المهم إعادة تنظيم مواعيد النوم والاستيقاظ للأطفال بشكل تدريجي قبل بدء المدرسة. إذ إن الجائحة تسببت في تغيير الكثير من العادات اليومية للأطفال، بما في ذلك أوقات النوم. يتطلب التكيف مع الروتين المدرسي وضع مواعيد ثابتة للنوم والاستيقاظ، مما يساعد الطفل على العودة إلى نظامه الطبيعي.

2. الإجراءات الوقائية في المدرسة

تفرض معظم المدارس مجموعة من التدابير الوقائية للحد من انتشار الفيروس. من أبرز هذه الإجراءات:

• التباعد الاجتماعي: الحفاظ على مسافة آمنة بين الطلاب.

• ارتداء الكمامات: إلزامية الكمامة داخل الفصل الدراسي وأثناء التنقل.

• التعقيم الدوري: توفير محطات معقمات اليدين داخل المدرسة.

• إجراءات التنظيف المكثف: تنظيف وتطهير الأسطح والأدوات المدرسية بشكل دوري.

– الاهتمام بصحة الطفل البدنية

من الضروري أن يشمل روتين الطفل اليومي في المدرسة اتخاذ تدابير صحية قوية. تأكد من أن الطفل يفهم كيفية ارتداء الكمامة بشكل صحيح، وكيفية غسل اليدين بطريقة فعالة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تعليم الطفل الطريقة الصحيحة لتجنب لمس الوجه والعيون.

3. الصحة النفسية للطفل

لطالما كانت الصحة النفسية جزءًا مهمًا من عملية النمو لدى الطفل، إلا أن الجائحة جعلت هذا الجانب أكثر تعقيدًا. العودة إلى المدرسة بعد فترة طويلة من العزل الاجتماعي قد تؤثر على صحة الطفل النفسية، خاصة إذا كان قد مر بفترات من القلق أو الاكتئاب بسبب العزلة.

– التعامل مع القلق والتوتر

قد يشعر الطفل بالقلق أو التوتر بسبب التغيرات المفاجئة في حياته. يمكن مساعدة الطفل على التعامل مع هذه المشاعر من خلال التحدث معه عن مخاوفه وتوفير بيئة داعمة في المنزل. كما يمكن تشجيعه على ممارسة الأنشطة التي تحسن من حالته النفسية، مثل الرياضة أو الرسم.

– الاهتمام بالتواصل الاجتماعي

في ظل الجائحة، قد يواجه الأطفال صعوبة في استعادة علاقاتهم الاجتماعية مع أصدقائهم. يمكن تشجيع الأطفال على التواصل مع أقرانهم في بيئة آمنة مثل المجموعات الصغيرة أو من خلال الأنشطة المدرسية التي تتيح لهم الفرصة للتفاعل مع الآخرين.

– استشارة المتخصصين

إذا كان الطفل يعاني من مشاعر قلق مستمرة أو اكتئاب بسبب التغيرات التي حدثت في حياته، فإن استشارة مختص في الصحة النفسية يمكن أن تكون خطوة مفيدة. يعمل الأطباء النفسيون على مساعدة الأطفال في التعامل مع الصعوبات النفسية التي قد يواجهونها نتيجة للجائحة.

4. التركيز على التغذية السليمة

التغذية الجيدة ضرورية للطفل في أي مرحلة من مراحل نموه، ولكن في ظل الظروف الحالية، تصبح أكثر أهمية. النظام الغذائي المتوازن يعزز من قدرة الطفل على مقاومة الأمراض ويساعد على تحسين مزاجه وأدائه الدراسي. يجب أن تتضمن وجبات الطفل مكونات غنية بالفيتامينات والمعادن التي تدعم جهازه المناعي.

– التغذية والوقاية من الأمراض

تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات مثل فيتامين C وفيتامين D يعتبر أمرًا أساسيًا في تقوية جهاز المناعة. بالإضافة إلى ذلك، يجب ضمان تناول كميات كافية من البروتينات والكربوهيدرات التي تساهم في نمو الطفل بشكل سليم.

– تجنب الوجبات السريعة

في ظل الانشغال بعودة الطفل إلى المدرسة، قد يميل البعض إلى توفير وجبات سريعة أو غير صحية، ولكن يجب الحرص على اختيار الوجبات الصحية التي توفر للطاقة اللازمة للطفل خلال اليوم الدراسي. يمكن للأهل تحضير وجبات منزلية صحية مثل السندويشات المصنوعة من الخبز الكامل والخضروات أو الوجبات الغنية بالبروتين مثل البيض واللحوم.

5. تحفيز الطفل على ممارسة الرياضة

في ظل الجائحة، قد يظل الطفل بعيدًا عن الأنشطة البدنية خارج المنزل بسبب القيود الصحية. ولكن تبقى ممارسة الرياضة من العوامل المهمة في الحفاظ على صحة الطفل الجسدية والنفسية. يُنصح بممارسة الرياضة في المنزل أو في الأماكن المفتوحة التي تتبع التدابير الصحية الموصى بها.

– الأنشطة الرياضية المدرسية

مع عودة الأنشطة الرياضية إلى المدارس بعد الجائحة، يجب التأكد من أن الأطفال يشاركون في الأنشطة البدنية بشكل منتظم. تساعد الرياضة على تقوية المناعة وتخفيف التوتر. يمكن للأطفال المشاركة في ألعاب رياضية خفيفة مثل الجري أو تمارين مرونة، أو ممارسة رياضات جماعية مع الالتزام بالإجراءات الوقائية.

6. توفير بيئة تعليمية داعمة

البيئة المدرسية لها تأثير كبير على تحصيل الطفل الدراسي، وفي هذه الفترة، يجب أن تكون المدرسة مكانًا يشعر فيه الطفل بالأمان والدعم. من المهم أن تضمن المدارس أن جميع المعلمين والعاملين يتبعون الإجراءات الصحية اللازمة، وأن يكون هناك دعم نفسي للأطفال الذين قد يواجهون صعوبة في التكيف مع العودة إلى المدرسة.

– دور الأهل في البيئة التعليمية

يجب على الأهل أن يظلوا متفاعلين مع المعلمين والإدارة المدرسية للتأكد من أن الطفل يحصل على التعليم بأعلى مستوى من الأمان والراحة. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي تشجيع الطفل على العودة إلى المدرسة بحماسة واهتمام، مما يساعده على التأقلم مع التغيرات التي حدثت.

7. إدارة وقت الطفل بين الدراسة واللعب

من الضروري أن يتمكن الطفل من التوازن بين وقت الدراسة ووقت اللعب. يحتاج الطفل إلى وقت للاسترخاء واللعب مع أصدقائه أو أفراد أسرته، حيث أن هذه الأنشطة تساهم في تعزيز نموه الجسدي والعقلي. على الأهل التأكد من أن الجدول اليومي للطفل يحتوي على وقت كافٍ للراحة والاستجمام.

8. تقدير الإنجازات الصغيرة

بعد فترة طويلة من غياب الحياة المدرسية التقليدية، يجب أن يشعر الطفل بتقدير لجهوده وإنجازاته الصغيرة. يمكن للأهل مكافأة الطفل على تقدمه في التكيف مع العودة إلى المدرسة، سواء من خلال كلمات التشجيع أو من خلال الأنشطة الممتعة التي تساعد في رفع روحه المعنوية.

في الختام، تمثل العودة إلى المدرسة في ظل جائحة كورونا تحديًا كبيرًا للأطفال والأسر على حد سواء. إلا أن التعاون بين الأهل والمدارس والمجتمع يمكن أن يساعد في تذليل هذه التحديات. إن الحفاظ على صحة الطفل الجسدية والنفسية يعد مسؤولية مشتركة، ويجب أن يتم اتباع الإجراءات الوقائية وتوفير بيئة داعمة لضمان استمرار نمو الطفل بشكل سليم وآمن في هذه الظروف الاستثنائية.