في روايته “Where Angels Fear to Tread”، يقدم الكاتب الإنجليزي إدوارد مورغان فورستر لقراءه رحلة ممزوجة بالمفارقات والتناقضات الثقافية والاجتماعية في إطارٍ درامي يجمع بين الكوميديا والمأساة. تمتاز الرواية بقدرتها على استكشاف التصادم الثقافي والتحدي الذي ينشأ عن الاختلافات الثقافية بين الشعوب، وتتبنى أسلوباً سردياً ينقل القارئ إلى عالم متشابك من العواطف والصراعات الداخلية.
تدور أحداث الرواية حول ليليا، شابة إنجليزية أرملة، التي تقرر الانطلاق في جولة كبرى إلى إيطاليا، وفي رحلتها تقع في غرام شاب إيطالي فقير، وتتزوجه رغم معارضة عائلتها. يرفض أقارب العروس هذا الزواج ويتوقعون فشله ووفاة ليليا بشكل مأساوي. ومع ذلك، يصدمهم الخبر الصادم بحمل ليليا وولادة طفل، وخاصةً عندما يتم تربية الطفل بطريقة إيطالية.
يتحمل فيليب هيريتون وأخته هاريت وصديقتهم المخلصة الآنسة أبوت مسؤولية تصحيح هذا “الخطأ” الثقافي، في محاولة منهم لتقديم المساعدة وإعادة الطفل إلى بيئته الإنجليزية الأصلية. تعكس هذه المحاولة تفاعلات المجتمع الإنجليزي مع الثقافات الأخرى وتكشف عن الصراعات الداخلية والمعاناة التي يمكن أن تنشأ عن مواجهة العالم الخارجي.
تتقاطع في الرواية مواضيع مثل العقلانية والعاطفة، والتقاليد والتحرر، والتفاهم والتعصب، ويتم ذلك بأسلوب روائي يجمع بين العمق والفكاهة. ينتقد فورستر في هذه الرواية بشكل حاد الطبقة الوسطى الإنجليزية وينقدها بسخرية، مستعرضاً عيوبها وقيمها المزيفة.
تعتبر “Where Angels Fear to Tread” واحدة من أوائل روايات فورستر، وقد سبقت فيها فكرة الصراع الثقافي والاجتماعي التي طورها لاحقاً في رواياته “A Room with a View” و”A Passage to India”. وبفضل أسلوبها السردي الممتاز وقدرتها على إثارة الضحك والحزن في آن واحد، تظل هذه الرواية إحدى الأعمال الأدبية الكلاسيكية التي تستحق القراءة والتأمل.