عناية سرة المولود الصحيحة

علاج سرة المولود: الاهتمام والرعاية الصحيحة

تعتبر سرة المولود واحدة من أكثر المواضيع التي تثير اهتمام الأمهات والآباء الجدد، نظراً لأن العناية بها تعد جزءاً أساسياً من العناية الصحية للطفل في الأسابيع الأولى من حياته. ورغم أن سرة المولود تبدو بسيطة في البداية، إلا أنها تمثل نقطة حساسة قد تؤدي إلى مضاعفات إذا لم يتم الاعتناء بها بالشكل الصحيح. في هذا المقال، سنتناول الطرق السليمة لتعامل مع سرة المولود، من مرحلة القطع حتى الشفاء الكامل، بالإضافة إلى التحديات والمشكلات التي قد تحدث.

1. ما هي سرة المولود؟

سرة المولود هي النقطة التي كانت تربط الجنين بمشيمة الأم طوال فترة الحمل. عند ولادة الطفل، يتم قطع الحبل السري، وتبقى السرة عبارة عن قطعة صغيرة من الأنسجة التي تكون متصلة بجسم الطفل. بعد الولادة، تبدأ السرة في الانفصال تدريجياً، ويُتوقع أن تشفى تماماً بعد عدة أسابيع. يمكن أن تشهد هذه الفترة بعض التغيرات التي تتطلب رعاية خاصة من الأهل.

2. العناية بسرة المولود بعد الولادة

2.1. الاعتناء بالقطعة السريّة

عند قطع الحبل السري بعد الولادة، يترك الأطباء جزءاً صغيراً من الحبل السري على بطن الطفل. هذا الجزء، الذي يعرف باسم “جذع السرة”، يحتاج إلى العناية حتى يلتئم ويتساقط من تلقاء نفسه.

• الحفاظ على نظافتها: يجب على الوالدين الحفاظ على نظافة السرة باستخدام قطعة قماش ناعمة أو شاش معقم. يفضل تنظيف المنطقة بلطف باستخدام محلول مائي ملحي، أو يمكن استخدام شاش مبلل بماء دافئ. يجب تجنب استخدام مواد كيميائية قد تهيج الجلد أو تؤدي إلى تفاعلات غير مرغوب فيها.

• الحفاظ على جفاف السرة: يجب التأكد من أن السرة تبقى جافة قدر الإمكان. إن الرطوبة الزائدة قد تؤدي إلى تكاثر البكتيريا وتسبب التهابات. يفضل ترك السرة معرضة للهواء لفترات قصيرة يومياً لتسريع عملية جفافها.

2.2. التعامل مع الحبل السري المتبقي

• مراقبة التغيرات الطبيعية: مع مرور الأيام، يبدأ الحبل السري في الجفاف والانكماش، ويصبح لونه بني داكن أو أسود قبل أن يتساقط. هذه العملية قد تستغرق من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وقد يلاحظ بعض الآباء أن السرة بدأت تفقد لونها الطبيعي وتتشقق، وهو أمر طبيعي في هذه المرحلة.

• تجنب إزالة الحبل السري قسراً: في حال عدم تساقطه من تلقاء نفسه، يجب على الأهل تجنب سحب السرة أو محاولة إزالتها. قد يؤدي ذلك إلى نزيف أو التسبب في تهيج الجرح. إذا كانت السرة تبدو متورمة أو تفرز سوائل غير طبيعية بعد فترة طويلة من الوقت، فقد يكون من الأفضل استشارة الطبيب.

3. المشاكل المحتملة المرتبطة بسرة المولود

3.1. العدوى والتهاب السرة

من أبرز المشاكل التي قد تواجه سرة المولود هي التهابات السرة. يمكن أن تحدث العدوى بسبب تلامس السرة مع البكتيريا أو بسبب الرطوبة الزائدة. قد تشمل أعراض التهاب السرة ما يلي:

• احمرار الجلد حول السرة.

• خروج إفرازات قيحية أو مائية ذات رائحة كريهة.

• تورم في المنطقة المحيطة بالسرة.

• حمى أو ارتفاع في درجة حرارة الجسم.

إذا كانت هذه الأعراض موجودة، يجب زيارة الطبيب فوراً لتحديد إذا كانت هناك حاجة إلى مضادات حيوية أو أي علاج آخر.

3.2. فتق السرة

الفتق السري هو حالة تحدث عندما يبرز جزء من الأمعاء من خلال منطقة السرة بسبب ضعف جدار البطن. يعتبر الفتق السري لدى الأطفال حديثي الولادة حالة شائعة، وعادةً ما يشفى من تلقاء نفسه دون الحاجة إلى تدخل جراحي. يظهر الفتق السري على شكل تورم أو بروز صغير في منطقة السرة، ويمكن أن يتفاقم عند بكاء الطفل أو عند الضغط على بطنه. في معظم الحالات، يختفي الفتق السري بعد أشهر من الولادة.

3.3. السرة المرتفعة أو “الركيزة السريّة”

في بعض الأحيان، قد يظهر نوع من السرة التي تكون مرتفعة أو كبيرة، وهو ما يُعرف بحالة “الركيزة السريّة”. يمكن أن يحدث هذا نتيجة لعدوى أو بسبب تأخر في سقوط الجزء المتبقي من الحبل السري. عادةً ما يتطلب هذا الوضع فحصًا طبيًا للتأكد من أن الحالة ليست بسبب مشاكل صحية أخرى.

4. نصائح إضافية للعناية بسرة المولود

4.1. البقاء بعيداً عن حفاضات الطفل

من المهم أن تبقى سرة المولود بعيدة عن احتكاك الحفاضات أو الملابس المشدودة التي قد تؤدي إلى تهيجها. يجب على الأهل الحرص على وضع الحفاض بطريقة صحيحة بحيث لا تلامس السرة.

4.2. اختيار الملابس المناسبة

اختيار الملابس المناسبة للأطفال حديثي الولادة أمر ضروري لضمان عدم الضغط على السرة أو التسبب في التهيج. يفضل ارتداء ملابس فضفاضة وناعمة في بداية حياة الطفل.

4.3. التحقق من المدة الزمنية اللازمة للشفاء

غالباً ما يتطلب الشفاء الكامل لسرة المولود فترة تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. في بعض الحالات، قد تستغرق العملية وقتًا أطول إذا كانت السرة عرضة للعدوى أو إذا كان الطفل يعاني من مشاكل صحية تؤخر الشفاء. في كل الأحوال، يجب متابعة السرة بشكل دوري لضمان تطورها بالشكل الطبيعي.

5. متى يجب استشارة الطبيب؟

هناك حالات معينة يجب فيها استشارة الطبيب فوراً، ومنها:

• إذا ظهرت علامات عدوى مثل الاحمرار أو القيح.

• إذا كانت السرة تفرز سائلًا ذو رائحة كريهة.

• إذا لاحظت الأم وجود فتق سري كبير أو غير عادي.

• في حالة استمرار وجود السرة بعد مرور فترة طويلة من الزمن دون أن تتساقط.

يجب أن تكون الأم حريصة على فحص السرة بشكل منتظم ومراقبة أي علامات غير طبيعية قد تشير إلى وجود مشكلة.

6. خلاصة

العناية بسرة المولود هي جزء مهم من رعاية الطفل حديث الولادة. يتطلب ذلك اهتماماً خاصاً لضمان شفاء السرة بشكل طبيعي وتجنب حدوث أي مشاكل صحية. من خلال الحفاظ على نظافة السرة وجفافها، يمكن تفادي معظم المضاعفات المتعلقة بها. كما أن من الضروري متابعة تطور حالة السرة والتأكد من عدم وجود أي علامات تدل على حدوث عدوى أو مشاكل صحية قد تؤثر على سلامة الطفل.