عام 1995، شهدت البوسنة والهرسك أحداثًا حاسمة تتعلق بالصراع الدائر في إطار الحرب البوسنية، حيث تم تنفيذ عملية “Deliberate Force”، وهي من أبرز العمليات العسكرية في هذا الصدد. تمثلت هذه العملية في تدخل قوات حلف شمال الأطلسي (NATO) بهدف الضغط على الجانب الصربي المتمثل في جمهورية صرب البوسنة (Republika Srpska)، وذلك لوقف العنف وإحلال السلام في المنطقة المضطربة.
تمت هذه العملية في إطار الصراع الطاحن الذي كان يعصف بالبوسنة والهرسك خلال تلك الفترة، حيث كانت الجماعات العرقية والدينية المتنافسة تتصارع على السلطة والسيطرة على الأراضي. وقد شهدت العديد من الجرائم وانتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك المجازر والتطهير العرقي، مما دفع المجتمع الدولي للتدخل من أجل وقف هذه المأساة.
تم تحديد هدف عملية Deliberate Force بوضوح، حيث كانت تهدف إلى تقديم رسالة قوية للأطراف المتنازعة بأن استخدام العنف والتصعيد العسكري لن يُسمح به وسيكون له عواقب جسيمة. وقد اتخذت قوات NATO إجراءات عسكرية قاسية لتحقيق هذا الهدف، وتم تنفيذ غارات جوية مكثفة ضد مواقع ومرافق عسكرية تابعة للجانب الصربي.
بفضل تدخل قوات NATO وتنفيذ عملية Deliberate Force، تمكنت المنظمة الأطلسية من فرض ضغط كبير على القوات الصربية، مما أدى في النهاية إلى تحقيق أهدافها. وبعد فترة من التدخل العسكري، تم التوصل إلى اتفاقية السلام وإنهاء القتال في البوسنة والهرسك، حيث ساهمت هذه العملية في تأمين بيئة مستقرة لبدء عملية السلام والمصالحة في المنطقة.
يعد تنفيذ عملية Deliberate Force واحدة من النقاط المحورية في تاريخ الصراع في البوسنة والهرسك، حيث أثبتت فعالية التدخل الدولي في وقف العنف وتحقيق السلام. وبالتالي، فإنها تمثل نقطة تحول هامة في الجهود الدولية لحل النزاعات وإحلال السلام في المناطق المضطربة حول العالم.