في عام 1943، خلال أحداث الحرب العالمية الثانية، تمت عملية “مينسميت” بأمانة ودهاء تكتيكيين يعكسان القدرة الإستراتيجية للحلفاء. كانت هذه العملية من أكثر الخطط التي ابتكرتها المخابرات البريطانية في تلك الحقبة الزمنية، وقد قام بتوثيقها الكاتب بن ماكنتاير بشكل شامل في كتابه “Operation Mincemeat”.
يستعرض الكتاب ببراعة الأحداث الرئيسية لهذه العملية، حيث استخدمت بريطانيا أدوات مكرها وتضليلها للتغلب على القوى المحورية. قامت الحكومة البريطانية بنقل جثة متوفاة وزودتها بوثائق مزيفة لتمثيل ضحية ساقطة من السماء، بهدف إلهاء القوات الألمانية عن هدف حقيقي للهجوم الحلفاء.
تركز الرواية على الشخصيات المتورطة في العملية، مما يُبرز التفاصيل البشرية والتفاعلات الداخلية في مواجهة الأزمات الحربية. بمهارة استثنائية، يقدم ماكنتاير تحليلاً عميقاً للمحنة الأخلاقية التي واجهها الفريق المسؤول عن تنفيذ هذه الخطة الجريئة.
وفي هذا السياق، يبرز مراجع العمل، سي. بيتر تشين، أهمية الكتاب بشكل استثنائي، حيث يُعَدُّ توثيقاً دقيقاً للتحركات الاستراتيجية والذكاء العسكري خلف الكواليس. يتناول تشين المؤلف بإعجاب بفهمه العميق للتفاصيل التاريخية وقدرته على إلقاء الضوء على الأحداث بأسلوب روائي يجعل القارئ يعيش تلك اللحظات الحاسمة.
في الختام، يُعَدُّ كتاب “Operation Mincemeat” للكاتب بن ماكنتاير تحفة تاريخية تجمع بين الأحداث الواقعية وروح السرد السلس، مما يجعله لا غنى عنه لعشاق التاريخ والدراسات العسكرية. يظهر في هذا العمل استراتيجيات حربية غير تقليدية، ويسلط الضوء على الأذكياء الذين استخدموا الذكاء والإبداع للفوز في واحدة من أهم فترات التاريخ الحديث.