“ليس يومًا جيدًا للموت: القصة الغير مروية لعملية أناكوندا” هو كتاب يتناوله المراسل الحائز على جوائز، شون نايلور، حيث يكشف عن مدى اقتراب القوات الأمريكية من الكارثة في أفغانستان ضد القاعدة – بعد هزيمة سهلة لطالبان المنظمة الفوضوية التي وفرت المأوى للتنظيم الإرهابي وراء هجمات 11 سبتمبر. في فجر 2 مارس 2002، حلق أكثر من مائتي جندي من الفرقتين 101 الجوية و10 الجبلية في فم منشار في وادي شاهيكوت الأفغاني. معتقدين أن الحرب قد انتهت تقريبًا، رفض قادة الجيش الأمريكي التزام القوات الإضافية من المشاة والمدفعية والمروحيات الهجومية المطلوبة لخوض أكبر معركة في الحرب – فرصة ضائعة لسحق مئات مقاتلي القاعدة وبعض من قادتها الأكثر بروزًا. يصوّر الشاهد نايلور بوضوح بطولة الجنود الشبان غير المجربين، وتعصب العدو الضاري، والأخطاء التي أدت إلى معركة جبلية جحيمية، وكيف قام ثلاثة عشر قائدًا أمريكيًا بتجسيد “مبادئ باتون الثلاث للحرب” – الجرأة، الجرأة، والجرأة – من خلال الانزلاق برؤية غير مرئية فوق جبال متجمدة إلى قلب معقل العدو لتجنب كارثة عسكرية أمريكية.
يتناول الكتاب في عمق وتفصيل الأحداث التي جرت في تلك اللحظات الحرجة، حيث يستند نايلور إلى خبرته كمراسل حرب ميداني ليقدم صورة حية وواقعية لتلك اللحظات القاتمة. يسلط الضوء على روح الشباب والقوة العقلية التي أظهروها الجنود الأمريكيين، فضلاً عن قوة العدو والأخطاء التكتيكية التي أفضت إلى مواجهات عنيفة على قمم الجبال القاسية. بالإضافة إلى ذلك، يستعرض الكتاب القرارات القائمة على رفض إلحاق القوات الإضافية اللازمة، وكيف أدت تلك القرارات إلى فقدان فرصة تحقيق انتصار مبكر ضد الإرهابيين.
“ليس يومًا جيدًا للموت” ليس مجرد تاريخ عسكري، بل هو رواية إنسانية عن بسالة الإنسان في وجه التحديات الشديدة وعن التضحيات الكبيرة التي قدمها الأفراد من أجل البقاء وتحقيق النجاح في مهمتهم الصعبة. يقدم الكتاب نظرة دقيقة وغنية عن تلك اللحظات التاريخية المصيرية التي كادت أن تكون فاصلة في مسار الحرب في أفغانستان، ويثير العديد من الأسئلة حول القرارات العسكرية والتكتيكية وتأثيرها على مجريات التاريخ. يُنصح بقراءة هذا الكتاب لفهم عمق التحديات التي واجهت القوات الأمريكية في ذلك الوقت الحرج وللتأمل في دروس التاريخ المستفادة.