في كتاب “علي الطنطاوي وآراؤه في الأدب والنقد” الذي ألفه الباحث والمؤرخ رائد السمهوري، يتناول الكاتب بعناية ودقة شديدة حياة وإرث الشيخ علي الطنطاوي، الذي يعد واحدًا من أبرز الشخصيات الأدبية والنقدية في تاريخ الأدب العربي الحديث. يشكل هذا الكتاب مرجعًا هامًا للمهتمين بدراسة الأدب والنقد، إذ يقدم تحليلاً مفصلاً وشاملاً لإسهامات الطنطاوي في هاتين الجوانب.
تبدأ الدراسة بسرد دقيق وشيق لسيرة الشيخ علي الطنطاوي، حيث يسلط الضوء على تفاصيل حياته الشخصية والمهنية، مما يسهم في فهم أعماق شخصيته والسياق الذي نشأ فيه. يتبع ذلك تحليل مفصل لآراءه في ميدان الأدب، حيث يقدم الكتاب نقدًا دقيقًا لأعماله الأدبية، مثل روايته الأدبية والتي تمثل جزءًا هامًا من إرثه الأدبي.
ما يميز هذا الكتاب أيضًا هو التركيز العميق على آراء الطنطاوي في ميدان النقد الأدبي، حيث يقدم الكاتب تحليلاً نقديًا لأفكاره ورؤيته النقدية، مع التركيز على المقاييس التي اعتمدها في تقييم الأعمال الأدبية. يقوم السمهوري بتسليط الضوء على التطورات التي شهدها النقد الأدبي في عهد الطنطاوي وكيف أثرت آراؤه في هذا السياق.
يتجلى اهتمام الكاتب في الكتاب بتوثيق النتائج التي توصل إليها، حيث يقوم بتقديم تحليل موضوعي وشامل لتأثير الطنطاوي على المشهد الأدبي والنقدي. يعتبر هذا الكتاب مرشدًا مهمًا للباحثين والمثقفين الراغبين في فهم عمق إرث الشيخ علي الطنطاوي وتأثيره البارز في مجالي الأدب والنقد.
تأتي هذه الدراسة القيمة من دار مدارك للنشر، والتي تعتبر بيتاً للكتب المتخصصة والمتميزة، ما يجعل هذا العمل ضمن إصداراتها المميزة. وبفضل غلافه الورقي الجميل، يكون القارئ على موعد مع رحلة معرفية تنقله إلى أعماق الأدب والنقد العربي، بينما يستمتع بقراءة هذا الكتاب الشيق والمفيد في مجال الأدب والخيال، وتحديدًا في فئة السير والذكريات.