في كتابه الرائع بعنوان “علم الميكانيكا عند العرب”، يقدم الكاتب ماجد عبد الله الشمس تحفة معرفية فريدة تسبر أغوار علم الميكانيكا في الحضارة العربية القديمة. يتناول الكتاب رسالتين هامتين، الأولى هي رسالة الحيل ومخانيقا الماء لمؤلفها فيلون، والثانية هي رسالة في رفع الأشياء الثقيلة للمفكر هيرون الإسكندراني. يعود تاريخ الرسالتين إلى فترات تاريخية بعيدة، حيث تعود الأولى إلى القرن الثالث قبل الميلاد، في حين يعود تأريخ الثانية إلى القرن الأول الميلادي.
ما يميز هذا الكتاب بشكل خاص هو العمل الرائع في ترجمة نقلة بيت الحكمة العباسي لهاتين الرسالتين إلى اللغة العربية، حيث قام العلماء العرب والمترجمون السريان العرب في بيت الحكمة بأداء عمل بارع في الحفاظ على هذا العلم الثمين ونقله بمهارة إلى اللغة العربية. يظهر الكتاب بوضوح إسهام الأجداد العرب في إخراج هذه الرسائل النادرة ونقل علومها إلى أجيالنا الحديثة، مما يعكس جانبًا هامًا من التراث الحضاري الإنساني.
تتألف صفحات هذا العمل الرائع من 436 صفحة، وقد صدر في عام 2010 عن دار دجلة ناشرون وموزعون. يأتي الكتاب بغلاف كرتوني يضيف له لمسة فنية تعكس اهتماماً بالتفاصيل الجمالية. يتندرج الكتاب تحت فئة العلوم والطبيعة، وتحديداً في فرع الهندسة، حيث يقدم محتوى مميزاً وشيقاً يندرج ضمن ميادين هذا العلم الشامل.
باختصار، يعد هذا الكتاب إضافة قيمة إلى مكتبة القراء المهتمين بتاريخ علم الميكانيكا ودور الحضارة العربية في الحفاظ على هذا العلم القديم وتطويره.