في تأملات العقول العلمية والأذهان المتفتحة، يسعى كتاب “علم الفلك – تاريخه عند العرب في القرون الوسطى” إلى استكشاف الغموض الفلكي العربي خلال فترة القرون الوسطى. يعود الفضل في هذا العمل الممتع والمثير إلى المؤلف البارع، كرلونلينو، الذي نقلنا إلى رحلة عبر الزمن لاستكشاف تطور علم الفلك في العالم العربي.
تتألق صفحات هذا الكتاب على مدى 370 صفحة بأسلوب سلس وتفصيل دقيق، حيث يتنقل القارئ برفق من خلال الألوان والظلال التي رسمها المؤلف ببراعة. لا يقتصر اهتمام الكتاب على النظريات الفلكية فقط، بل يقدم أيضًا رؤى متعمقة حول السياق الثقافي والتاريخي الذي أطلقت فيه نجوم العلم في تلك الحقبة.
إن دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع أضفت للكتاب لمسة فنية رائعة من خلال اختيارها لغلاف كرتوني يعكس جمال العمق الذي يميز هذا العمل الأدبي الفلكي. يعتبر هذا الكتاب مصدرًا غنيًا لعشاق العلوم والطبيعة، حيث يُلقي الضوء على جوانب مختلفة لعلم الفلك، وبشكل خاص في سياق الحضارة العربية في القرون الوسطى.
رغم عدم توفر معلومات حول سنة النشر، إلا أن ذلك لا يقلل من قيمة هذا الكتاب الذي يبدو أنه يعتبر مرجعًا شاملاً للمهتمين بتاريخ علم الفلك العربي. يتناول الكتاب بعمق وتفصيل الإسهامات الفلكية للعلماء العرب وكيف أثرت على التطور العلمي العام.
بإجماله، يُظهر كتاب “علم الفلك – تاريخه عند العرب في القرون الوسطى” تفاني المؤلف في تقديم محتوى ذو قيمة وفريدة، حيث يمزج بين السرد الشيق والمعلومات العلمية العميقة، مما يجعله لا غنى عنه في مكتبة كل من يسعى لفهم عجائب الكون وتطور الفلك في زمانه ومكانه.