علامات حمل القطة بالتفصيل

كيف أعرف أن قطتي حامل – العلامات، المراحل، الرعاية، وأهمية المتابعة البيطرية

تُعتبر تربية القطط من التجارب الممتعة والمليئة بالعاطفة لدى الكثير من محبّي الحيوانات الأليفة، ولكن عندما يتعلق الأمر باحتمالية حمل القطة، يتحوّل هذا الاهتمام إلى مسؤولية مضاعفة تستدعي الفهم الدقيق للتغيرات السلوكية والجسدية التي قد تصاحب فترة الحمل. القطة الأنثى، كغيرها من الثدييات، تمرّ خلال الحمل بمراحل بيولوجية محددة تظهر من خلالها أعراض تساعد المربي على معرفة ما إذا كانت القطة حاملاً. فهم هذه الأعراض والتعامل معها بطريقة علمية يُعد أمرًا بالغ الأهمية من أجل الحفاظ على صحة القطة وصغارها.

الدورة التناسلية عند القطط

قبل الدخول في تفاصيل أعراض الحمل، يجب الإحاطة بسلوك القطة الأنثى خلال دورتها التناسلية. تمر القطط بدورات شبق منتظمة، تبدأ عادةً في سن 5 إلى 9 أشهر، وقد تكون أبكر أو متأخرة قليلاً تبعًا للسلالة والحالة الصحية. وتُظهر القطة خلال دورة الشبق علامات مثل المواء المفرط، رفع الذيل، التقلّب المزاجي، ومحاولة الهروب للتزاوج. إذا تم التزاوج خلال هذه المرحلة، فقد يحدث التخصيب، وتبدأ رحلة الحمل التي تستمر عادة بين 58 إلى 67 يومًا، بمتوسط 63 يومًا.

علامات الحمل المبكرة عند القطة

في الأسابيع الأولى من الحمل، قد تكون التغيرات غير واضحة تمامًا، ولكن مع الملاحظة الدقيقة يمكن اكتشاف بعض الإشارات التي تُعد أولى مؤشرات الحمل:

• تورم واحمرار الحلمات (Pinkening): من أكثر العلامات وضوحًا، حيث تبدأ حلمات القطة بالتورم ويتحوّل لونها إلى الوردي الفاتح ما بين الأسبوعين الثاني والثالث من الحمل.

• تغيّر في الشهية: في البداية قد تتراجع شهية القطة قليلاً، لكنها تعود تدريجيًا وتزداد بشكل ملحوظ، وذلك نتيجة ارتفاع احتياجاتها الغذائية.

• الهدوء وزيادة النوم: تصبح القطة أقل نشاطًا وتميل إلى الراحة أكثر من المعتاد، بسبب التغيرات الهرمونية.

• سلوك العش (Nesting behavior): تبدأ القطة بالبحث عن أماكن دافئة وهادئة، وغالبًا ما تقوم بجمع الأقمشة أو الأوراق في الزوايا استعدادًا للولادة.

• زيادة في الوزن: رغم أن الزيادة تكون تدريجية، إلا أنها تُعدّ دليلاً هامًا على تطور الحمل، خاصةً في منطقة البطن.

• غياب دورة الشبق: القطة لا تظهر عليها أي من سلوكيات الشبق المعتادة بعد مرور أسابيع من التزاوج، وهو من المؤشرات المباشرة على حدوث الحمل.

الفحص البيطري والتشخيص المؤكد

رغم قدرة المربي على ملاحظة بعض العلامات، إلا أن التشخيص المؤكد للحمل لا يتم إلا من خلال الطبيب البيطري. يمكن اللجوء إلى عدة طرق بيطرية لتأكيد الحمل:

• الفحص اليدوي للبطن: يمكن للطبيب البيطري أن يشعر بالأجنة داخل بطن القطة في الفترة بين الأسبوع الثالث والرابع، إلا أن هذه الطريقة تحتاج إلى مهارة عالية حتى لا تُسبب ضررًا للقطط.

• الموجات فوق الصوتية (Ultrasound): تبدأ الأجنة في الظهور عبر السونار من اليوم 16 تقريبًا، ويُعد هذا الفحص الأكثر دقة وأمانًا لتأكيد الحمل.

• الأشعة السينية (X-ray): يمكن رؤية هياكل العظام للجنين بوضوح باستخدام الأشعة في الأيام الأخيرة من الحمل (بعد اليوم 45)، وتُستخدم لتحديد عدد الأجنة.

مراحل الحمل عند القطط وتغيراتها الجسدية والسلوكية

يمر حمل القطة بعدة مراحل متتالية، تختلف فيها الأعراض وفقًا لنمو الأجنة والتغيرات الفسيولوجية داخل جسمها:

الأسبوع الأول إلى الثالث:

• بداية التخصيب وزرع الأجنة في الرحم.

• تغيّرات طفيفة في السلوك.

• تورم الحلمات.

• تقلب في الشهية.

الأسبوع الرابع إلى السادس:

• ازدياد واضح في حجم البطن.

• زيادة الشهية بشكل ملحوظ.

• نمو الأجنة بشكل سريع.

• التوقف الكامل عن سلوكيات الشبق.

الأسبوع السابع إلى التاسع:

• تظهر حركة الأجنة عند لمس البطن.

• تبدأ القطة في البحث عن عش للولادة.

• قد يظهر بعض الحليب في الحلمات.

• يصبح المشي أكثر بطئًا.

• تصبح القطة أكثر حنانًا وتطلب الراحة.

الجدول الزمني للحمل عند القطط

العناية بالقطة خلال الحمل

خلال فترة الحمل، تحتاج القطة إلى عناية دقيقة ومتوازنة للحفاظ على صحتها وصحة الأجنة. وتشمل الرعاية المحترفة عدة جوانب:

1. التغذية المتوازنة:

ينبغي تقديم طعام عالي الجودة وغني بالبروتين والطاقة، ويفضل تقديم طعام مخصص للقطط الصغيرة (Kitten food) لاحتوائه على العناصر الغذائية اللازمة للأم والأجنة معًا.

2. تجنب الأدوية دون استشارة بيطرية:

يحظر إعطاء القطة أي علاج دوائي، خصوصًا المضادات الحيوية أو العلاجات الطفيلية، دون الرجوع إلى الطبيب، لأن بعضها قد يُسبب تشوهات للأجنة أو الإجهاض.

3. تجنب التوتر والضوضاء:

القطط الحوامل تكون أكثر حساسية، ويجب الحفاظ على بيئة هادئة ومستقرة، وتوفير مأوى دافئ ومريح.

4. الفحوصات البيطرية المنتظمة:

يساعد الفحص المنتظم على مراقبة نمو الأجنة وتجنب المضاعفات الصحية، بالإضافة إلى التأكد من أن الولادة ستتم بشكل طبيعي.

الولادة الوشيكة – ما الذي يجب توقعه؟

عندما تقترب القطة من نهاية حملها، تظهر عليها علامات تدل على اقتراب المخاض، منها:

• انخفاض درجة حرارة الجسم إلى حوالي 37.5°C (طبيعيًا تكون 38.5°C).

• توقف القطة عن الأكل قبل يوم أو يومين.

• لعق مفرط للأعضاء التناسلية.

• إفرازات مهبلية شفافة أو وردية اللون.

• تقلب مزاجي وطلب مستمر للراحة.

غالبًا ما تتم الولادة بصورة طبيعية دون تدخل بشري، لكن يجب أن يكون صاحب القطة على استعداد لاحتمال اللجوء إلى الطبيب البيطري في حال حدوث أي طارئ مثل تعسر الولادة، نزيف مفرط، أو توقف التقلصات دون ولادة.

متى لا تكون القطة حاملاً رغم ظهور بعض العلامات؟

في بعض الحالات، قد تظهر على القطة أعراض مشابهة للحمل ولكنها ليست حاملاً، ويُطلق على هذه الحالة “الحمل الكاذب”، وتحدث نتيجة اضطرابات هرمونية تجعل القطة تُظهر علامات مثل تورم الحلمات وسلوك العش وزيادة الوزن، دون وجود أجنة في الرحم. هذا يتطلب فحصًا دقيقًا لدى الطبيب البيطري لتحديد الحالة.

الفرق بين الحمل الحقيقي والحمل الكاذب

الختام

فهم مراحل الحمل عند القطة والتعرف المبكر على العلامات المميزة له يُسهم بشكل فعّال في تقديم الرعاية المثلى للأم وصغارها. من المهم ألا يعتمد المربي فقط على الملاحظات السطحية، بل عليه دعم تلك الملاحظات بفحوصات طبية لتأكيد الحمل والتأكد من سلامة القطة. الحمل مرحلة حساسة تستوجب عناية غذائية، سلوكية، وصحية دقيقة لضمان ولادة آمنة وسليمة.

المراجع:

1. Sparkes, A. H. et al. (2016). ISFM Guidelines on Population Management and Reproduction Control for Cats. Journal of Feline Medicine and Surgery.

2. Root Kustritz, M. V. (2006). Reproductive cycles in dogs and cats. Theriogenology.