علامات اقتراب ولادة القطط

تعتبر فترة الولادة عند القطط من الفترات الحساسة التي تتطلب اهتمامًا خاصًا من المربي، إذ إن معرفة علامات اقتراب الولادة تساعد على توفير بيئة مناسبة للقطط الأم، وتجنب حدوث مضاعفات قد تؤثر على صحتها وصحة القطط الصغيرة حديثة الولادة. تلعب الملاحظة الدقيقة لسلوك القطط والتغيرات الفسيولوجية التي تطرأ عليها دورًا هامًا في التعرف على اقتراب لحظة الولادة. في هذا المقال، سوف نتناول بشكل مفصل علامات اقتراب ولادة القطط، والتغيرات التي تحدث لجسد القطة الأم قبل وأثناء الولادة، وكذلك الاحتياطات التي يجب اتخاذها لضمان ولادة آمنة وسليمة.

1. التغيرات السلوكية عند القطة الأم

من أبرز المؤشرات التي تدل على اقتراب ولادة القطط هي التغيرات الواضحة في سلوك القطة الحامل. مع اقتراب موعد الولادة، تبدأ القطة في إظهار سلوكيات غير معتادة، منها:

• القلق والتوتر: تصبح القطة أكثر توترًا وحساسية تجاه المحيط، وقد تبتعد عن اللعب أو التفاعل مع البشر أو الحيوانات الأخرى.

• البحث عن أماكن هادئة: يبدأ سلوك البحث عن مكان مريح وآمن حيث يمكنها الولادة، فتبدأ في التنقل داخل المنزل أو المكان الذي تعيش فيه، وتختار أماكن مغلقة أو بعيدة عن الضوضاء.

• حركات الحفر والتهيئة: تظهر القطة سلوك الحفر أو كشط الأرض أو الفراش في المكان الذي اختارته، كنوع من التهيئة لسرير الولادة.

• تراجع الشهية: قد تقل شهية القطة للطعام، خاصة خلال الساعات القليلة التي تسبق الولادة.

هذه التغيرات تشير إلى أن القطة بدأت تشعر بحالة الاستعداد النفسي والجسدي للولادة.

2. التغيرات الفسيولوجية قبل الولادة

تظهر على جسم القطة الحوامل عدة علامات فسيولوجية واضحة تؤكد اقتراب الولادة، منها:

• انخفاض درجة حرارة الجسم: من أهم العلامات التي تعبر عن اقتراب الولادة هو انخفاض درجة حرارة جسم القطة إلى حوالي 37 درجة مئوية أو أقل، بينما تكون درجة حرارتها الطبيعية بين 38 إلى 39 درجة مئوية. يحدث هذا الانخفاض عادةً قبل 12 إلى 24 ساعة من بداية الولادة.

• تورم الحلمات وإفراز الحليب: خلال الأسابيع الأخيرة من الحمل، تتضخم الحلمات بشكل ملحوظ ويبدأ إفراز الحليب أو سائل شفاف أو أبيض خفيف، وهو استعداد طبيعي لإطعام الصغار بعد الولادة.

• توسع عنق الرحم: قد يكون من الصعب ملاحظته بدون فحص طبي، لكن يؤدي إلى ظهور تقلصات خفيفة في البطن مع اقتراب الولادة.

• زيادة إفرازات المهبل: تزداد الإفرازات المهبلية وتصبح أكثر وضوحًا، وعادةً ما تكون شفافة أو ذات لون خفيف، وهذا دليل على بدء تفتح عنق الرحم.

3. التقلصات والانقباضات الرحمية

تبدأ القطة في المرحلة النهائية من الحمل بإظهار الانقباضات الرحمية التي تساعد على دفع الصغار إلى خارج الرحم. يمكن تمييز هذه التقلصات عبر:

• حركات بطنية واضحة: تظهر حركة البطن بشكل واضح مع التقلصات، ويمكن ملاحظتها من الخارج بسهولة.

• التنفس السريع: يتسارع تنفس القطة مع بداية الانقباضات نتيجة للألم والجهد المبذول.

• العواء أو المواء بشكل متكرر: قد تبدي القطة صوتيات غير معتادة تعبيرًا عن الألم أو عدم الراحة.

تكون هذه التقلصات في البداية خفيفة وغير منتظمة، ثم تزداد شدتها وتواترها مع تقدم الولادة.

4. ظهور السائل الأمنيوسي

مع اقتراب ولادة القطط، يلاحظ خروج سائل مائي واضح من المهبل، وهو السائل الأمنيوسي الذي يحيط بالجنين داخل الرحم. هذه العلامة تدل على تمزق الكيس الأمنيوسي وبدء الولادة بشكل فعلي. ظهور هذا السائل يعني أن القطة على وشك ولادة أول صغير خلال دقائق أو ساعات قليلة.

5. الاستعداد النفسي والجسدي للولادة

تظهر القطة استعدادات متعددة في الساعات التي تسبق الولادة، منها:

• تناقص النشاط والحركة: تقل حركة القطة بشكل واضح، وتبحث عن الاستلقاء في مكان مريح.

• تنظيف ذاتي مستمر: تقوم القطة بلعق نفسها بشكل مكثف لتنظيف جسدها وخاصة منطقة البطن والأعضاء التناسلية.

• زيادة العناية بالمكان: تعود القطة إلى المكان الذي أعدته للولادة وتقوم بتهيئته بشكل مستمر عبر التنظيف والحفر.

هذه التصرفات تعكس حالة الاستعداد النفسية والبدنية للولادة وتدل على اقتراب اللحظة الفارقة.

6. المراحل النهائية للولادة

تتميز الساعات الأخيرة قبل الولادة بعدة مظاهر مميزة:

• تسارع التقلصات: تصبح التقلصات أكثر انتظامًا وقوة، مما يؤدي إلى ضغط واضح على منطقة الحوض.

• الضغط على الفرج: قد يظهر خروج جزء من القطة الصغيرة أو الكيس الأمنيوسي الذي يحتويها عند الفرج.

• محاولات دفع الجنين: تبذل القطة جهودًا واضحة في دفع الصغار إلى خارج الرحم، وقد تصدر صوتيات تعبر عن الألم.

7. كيفية التعامل مع القطة في فترة الولادة

لضمان سير عملية الولادة بشكل طبيعي وصحي، يجب مراعاة عدة نقاط مهمة:

• تهيئة مكان هادئ وآمن: يجب توفير مكان مريح بعيد عن الضوضاء والضغوط، مع وجود فراش ناعم ونظيف.

• مراقبة القطة دون إزعاج: يمكن مراقبة القطة من مسافة بعيدة لتجنب زيادة توترها.

• توفير مياه طازجة وطعام خفيف: مع انخفاض الشهية، يمكن تقديم كمية قليلة من الطعام الخفيف والماء.

• التحضير للطوارئ: يجب معرفة علامات الولادة الطبيعية والطارئة، مثل توقف التقلصات لفترة طويلة أو وجود نزيف شديد.

8. الجدول الزمني المحتمل للولادة عند القطط

9. أهمية معرفة علامات اقتراب الولادة

معرفة علامات اقتراب ولادة القطط لا تقتصر فقط على تمكين المربي من توفير الرعاية المناسبة، بل تساعد أيضًا في:

• التدخل المبكر عند حدوث مضاعفات: مثل الولادة المتعثرة أو تأخر نزول الصغار.

• توفير بيئة صحية وآمنة للأم والصغار: مما يقلل من خطر العدوى أو الإصابات.

• تعزيز فرص بقاء القطط الصغيرة على قيد الحياة: عبر متابعة دقيقة وحماية أثناء المراحل الأولى من الولادة.

10. الخاتمة

تظهر على القطط الحوامل مجموعة من العلامات السلوكية والفسيولوجية التي تعبر عن اقتراب الولادة. بدءًا من القلق والبحث عن مكان مريح، مرورًا بانخفاض درجة الحرارة وتورم الحلمات، وصولًا إلى الانقباضات وخروج السائل الأمنيوسي، جميع هذه العلامات تشكل مؤشرات واضحة على أن وقت الولادة قد حان. من الضروري للمربي أن يكون على دراية بهذه العلامات وأن يوفر الظروف الملائمة للقطة الأم، مع الحرص على مراقبتها دون تدخل مفرط لتجنب التوتر، والاستعداد لأي طارئ قد يحدث خلال الولادة. الاهتمام الدقيق بهذه الفترة الحرجة يعزز صحة الأم والصغار ويضمن ولادة طبيعية وآمنة.

المصادر والمراجع

• “Cat Pregnancy and Labor Signs,” American Society for the Prevention of Cruelty to Animals (ASPCA).

• “Feline Reproduction: Gestation and Parturition,” Merck Veterinary Manual.