علاج كحة الحساسية عند الأطفال

علاج كحة الحساسية عند الأطفال

تعتبر كحة الحساسية عند الأطفال من أكثر المشكلات الصحية التي قد يعاني منها الأطفال في فترات معينة من العام، خاصة في فصول الربيع والخريف. تتسبب هذه الكحة في قلق الأهل، الذين يبحثون دائمًا عن أفضل الطرق لعلاجها والتخفيف من آثارها. كحة الحساسية تختلف عن الكحة العادية التي تصاحب نزلات البرد أو الأنفلونزا، حيث إنها تكون نتيجة تفاعل جهاز المناعة مع مواد معينة مثل الغبار، أو حبوب اللقاح، أو الشعر الحيواني. هذه الكحة قد تكون مؤلمة للأطفال، وتؤثر بشكل سلبي على نومهم، ويشعرون بالإجهاد بسببها.

في هذا المقال، سنتناول بشكل موسع أسباب كحة الحساسية عند الأطفال، الأعراض المصاحبة لها، وعلاجاتها المختلفة، بالإضافة إلى النصائح الوقائية التي يجب أن يتبعها الأهل للحد من هذه المشكلة.

أسباب كحة الحساسية عند الأطفال

تعتبر الحساسية من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى تفاعل جهاز المناعة لدى الطفل مع بعض المواد الخارجية، والتي تؤدي بدورها إلى ظهور كحة مزعجة. يمكن تقسيم الأسباب الرئيسة لكحة الحساسية عند الأطفال إلى عدة أنواع:

1. الغبار وذرات الأتربة

الغبار هو أحد المحفزات الشائعة التي تؤدي إلى ظهور كحة الحساسية. يتسبب الغبار في تهيج الجهاز التنفسي للأطفال، مما يؤدي إلى إطلاق الجهاز المناعي ردود فعل مفرطة مثل السعال والبلغم. من المعروف أن الأطفال يتنفسون الهواء بشكل أسرع وأعمق من البالغين، مما يزيد من فرص تعرضهم لجزيئات الغبار.

2. حبوب اللقاح

تعد حبوب اللقاح من أكثر مسببات الحساسية شيوعًا، خاصة في فصل الربيع. تنتشر حبوب اللقاح في الهواء وتدخل إلى الجهاز التنفسي للأطفال، مما يسبب السعال والاختناق. الأطفال الذين يعانون من حساسية تجاه حبوب اللقاح يمكن أن يظهر عليهم السعال بشكل مستمر خلال موسم الربيع.

3. الشعر الحيواني

حساسية الشعر الحيواني هي سبب آخر رئيسي لكحة الحساسية عند الأطفال. الحيوانات الأليفة مثل القطط والكلاب تحمل شعرًا يتطاير في الهواء، مما يسبب تهيجًا للأطفال الذين يعانون من هذه الحساسية.

4. العفن والفطريات

تتسبب الفطريات والعفن في البيئة الرطبة في تهيج مجرى التنفس لدى الأطفال. في الأماكن التي تحتوي على رطوبة عالية مثل الحمامات أو الغرف المغلقة، قد تظهر هذه الفطريات وتتسبب في ظهور كحة الحساسية.

5. الدخان والملوثات البيئية

التعرض لدخان السجائر أو الملوثات البيئية الأخرى مثل عوادم السيارات أو الملوثات الصناعية يمكن أن يتسبب في تحفيز الحساسية لدى الأطفال. هذه المواد تؤدي إلى التهابات في المجاري التنفسية وتزيد من حدة السعال.

أعراض كحة الحساسية عند الأطفال

تظهر كحة الحساسية عند الأطفال بشكل مستمر وقد تزداد في أوقات معينة من اليوم، مثل الصباح الباكر أو قبل النوم. الأعراض الأخرى المصاحبة لهذه الكحة تشمل:

1. العطس المستمر: العطس المتكرر يعد من الأعراض الرئيسية التي ترافق كحة الحساسية، خاصة عندما يكون الطفل في بيئة ملوثة بالغبار أو حبوب اللقاح.

2. سيلان الأنف أو انسداده: يعاني العديد من الأطفال المصابين بحساسية الأنف من سيلان الأنف أو انسداده، مما يزيد من صعوبة التنفس ويسهم في السعال.

3. التهاب الحلق: بسبب التهيج المستمر في مجرى التنفس، يشعر الطفل بحكة في الحلق قد تتسبب في الكحة.

4. العيون الحمراء أو الدامعة: قد تظهر على الأطفال الذين يعانون من حساسية حكة في العينين أو احمرار، خاصة إذا كانوا معرضين لحبوب اللقاح أو شعر الحيوانات.

5. الصفير عند التنفس: في بعض الحالات الشديدة، قد يعاني الأطفال من ضيق التنفس والصفير عند التنفس، وهو ما يشير إلى تفاقم الأعراض الحساسية.

تشخيص كحة الحساسية عند الأطفال

يتم تشخيص كحة الحساسية عند الأطفال بناءً على الأعراض التي تظهر عليهم، إضافة إلى تاريخ المرض العائلي الذي قد يشير إلى وجود أمراض حساسية سابقة. في بعض الحالات، قد يقوم الطبيب بإجراء اختبارات جلدية أو اختبارات دم لتحديد المواد التي تثير الحساسية لدى الطفل.

• اختبار الجلد: يتم عن طريق وضع كمية صغيرة من المواد المثيرة للحساسية على الجلد، وفي حالة ظهور تفاعل مثل احمرار أو تورم، يتم تأكيد التشخيص.

• اختبار الدم: يقيس مستويات الأجسام المضادة للمواد المثيرة للحساسية، وهو مفيد عندما يكون من الصعب إجراء اختبار الجلد.

علاج كحة الحساسية عند الأطفال

تتعدد طرق علاج كحة الحساسية عند الأطفال، حيث يعتمد العلاج على شدة الأعراض ونوع المواد المثيرة للحساسية. يشمل العلاج عدة استراتيجيات، بما في ذلك العلاج الدوائي والتغيرات البيئية.

1. الأدوية المضادة للحساسية

تعتبر الأدوية المضادة للحساسية من أبرز العلاجات المستخدمة لعلاج كحة الحساسية عند الأطفال. تشمل هذه الأدوية:

• مضادات الهيستامين: تعمل هذه الأدوية على تقليل التفاعلات التحسسية في الجسم وتخفيف الأعراض مثل العطس والعيون الدامعة. ومن أشهر الأدوية المضادة للهيستامين التي يتم استخدامها في علاج الحساسية عند الأطفال هي: سيتريزين ولوراتادين.

• الكورتيكوستيرويدات الأنفية: تساعد في تقليل التورم والتهيج في الممرات الأنفية. هذه الأدوية عادة ما تستخدم للأطفال الذين يعانون من حساسية شديدة في الأنف والحلق، مثل: فلوتيكاسون.

• مزيلات الاحتقان: يمكن أن تساعد هذه الأدوية في تخفيف انسداد الأنف المصاحب للحساسية، مما يقلل من احتمالية حدوث كحة بسبب انسداد الممرات التنفسية.

2. العلاج بالأدوية الموسعة للشعب الهوائية

في الحالات التي تترافق فيها الحساسية مع ضيق التنفس أو الربو، يمكن أن يصف الطبيب موسعات الشعب الهوائية مثل البيوتيرول أو السالميترول. هذه الأدوية تساعد في توسيع الشعب الهوائية وتقليل الأعراض التنفسية مثل السعال والصفير عند التنفس.

3. العلاج الطبيعي والوقائي

يمكن أيضًا استخدام بعض العلاجات الطبيعية التي قد تخفف من الأعراض، مثل:

• استنشاق البخار: يساعد في تخفيف الاحتقان وتهدئة الممرات التنفسية.

• شرب السوائل الدافئة: مثل شاي الأعشاب أو الماء الدافئ بالعسل يمكن أن يكون مفيدًا في تهدئة الحلق.

4. تجنب المحفزات

أحد أهم جوانب علاج كحة الحساسية هو الحد من تعرض الطفل للمحفزات التي تسبب هذه الحساسية. يجب أن يتم:

• الحفاظ على بيئة نظيفة: يجب تنظيف المنزل بانتظام والتأكد من تهوية الأماكن جيدًا. كما يُنصح باستخدام فلاتر الهواء لتقليل الغبار والملوثات.

• تجنب الحيوانات الأليفة: إذا كانت الحساسية ناتجة عن شعر الحيوانات، فمن الأفضل إبقاء الطفل بعيدًا عن هذه الحيوانات أو تجنب إدخالها في المنزل.

• التقليل من التعرض لحبوب اللقاح: خلال موسم حبوب اللقاح، يُفضل إبقاء النوافذ مغلقة في المنزل واستخدام مكيف الهواء بدلاً من ذلك.

الوقاية من كحة الحساسية عند الأطفال

تتطلب الوقاية من كحة الحساسية اتخاذ بعض الخطوات الهامة لتقليل تعرض الطفل للمثيرات. ومن أهم هذه الإجراءات:

1. التقليل من التعرض للمحفزات البيئية: مثل الغبار والدخان، والحفاظ على نظافة المنزل وتجنب دخوله في أماكن تحتوي على ملوثات.

2. الاعتناء بنظافة الطفل: غسل اليدين بانتظام وتنظيف الملابس والألعاب، والحرص على استحمام الطفل بعد اللعب في الخارج.

3. الحفاظ على تهوية المكان: التأكد من وجود تهوية جيدة في المنزل، وخاصة في الغرف التي ينام فيها الطفل.

4. استخدام أجهزة ترطيب الجو: في حال كان الجو جافًا، يمكن استخدام مرطب الهواء داخل المنزل لتقليل جفاف الحلق والمساعدة في تقليل الأعراض.

الخاتمة

إن كحة الحساسية عند الأطفال تعتبر من المشكلات الصحية الشائعة التي يمكن التعامل معها بشكل فعال إذا تم تشخيصها بشكل دقيق. من خلال الأدوية المناسبة، والوقاية من المحفزات، وتوفير بيئة صحية للطفل، يمكن تقليل تأثير هذه الكحة على حياة الطفل بشكل كبير.