علاج طبيعي لأعراض ما بعد انقطاع الطمث

6 طرق طبيعيّة لعلاج أعراض ما بعد انقطاع الطمث

يعد انقطاع الطمث (أو سن اليأس) مرحلة طبيعية في حياة المرأة، حيث تتوقف الدورة الشهرية نتيجة لانخفاض مستوى الهرمونات مثل الاستروجين والبروجستيرون في الجسم. قد ترافق هذه الفترة العديد من الأعراض الجسدية والنفسية التي قد تؤثر على جودة الحياة اليومية. من بين هذه الأعراض: الهبات الساخنة، التعرق الليلي، تقلبات المزاج، الأرق، زيادة الوزن، وجفاف المهبل. في هذا المقال، سيتم استعراض 6 طرق طبيعية تساعد في علاج هذه الأعراض بشكل فعّال.

1. الاستفادة من الأعشاب الطبية

تعتبر الأعشاب الطبية من الوسائل الطبيعية الفعالة لتخفيف الأعراض المزعجة التي ترافق انقطاع الطمث. العديد من الأعشاب تمتاز بخصائص مضادة للالتهابات وتنظيم الهرمونات، مما يساعد في تحسين الراحة العامة وتخفيف الأعراض.

• الشاي الأخضر: يحتوي الشاي الأخضر على مضادات أكسدة تساعد في تحسين صحة القلب وتخفيف أعراض الهبات الساخنة، كما أنه يدعم التوازن الهرموني في الجسم.

• اللافندر: يعتبر اللافندر من الأعشاب المهدئة التي تساعد في تقليل التوتر والقلق المصاحبين لانقطاع الطمث. يمكن تناوله على شكل شاي أو استخدام زيت اللافندر في العلاج العطري.

• الكايا: وهي عشبة تحتوي على مركبات نباتية تشبه الاستروجين وتساعد في تخفيف أعراض الجفاف المهبلي وتحسين الحالة المزاجية.

2. تغييرات في النظام الغذائي

تلعب التغذية دورًا أساسيًا في التخفيف من أعراض ما بعد انقطاع الطمث. تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية المهمة مثل الألياف، الفيتامينات والمعادن يساعد في تحسين وظائف الجسم وتنظيم الهرمونات.

• الأطعمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين D: مع تقدم العمر، تزداد مخاطر هشاشة العظام. لذلك، يجب تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم مثل الحليب، الزبادي، السبانخ، والتوفو. يساعد فيتامين D في تعزيز امتصاص الكالسيوم، ويمكن الحصول عليه من التعرض لأشعة الشمس أو تناول الأطعمة المدعمة.

• الأطعمة التي تحتوي على الأوميغا 3: مثل الأسماك الدهنية (السلمون، السردين) والمكسرات (الجوز). الأوميغا 3 يساعد في تحسين صحة القلب والمزاج وتقليل الالتهابات.

• الفواكه والخضروات: تحتوي على العديد من الفيتامينات والمعادن التي تدعم صحة الجلد، كما تساعد في تعزيز صحة الجهاز الهضمي والحد من التغيرات المزاجية. يمكن تناول الفواكه مثل التفاح، التوت، والموز، والخضروات مثل البروكلي والجزر.

3. ممارسة الرياضة بانتظام

تعتبر ممارسة الرياضة من أهم العوامل التي تساعد في التخفيف من أعراض ما بعد انقطاع الطمث. تمثل التمارين الرياضية وسيلة فعّالة لتحسين صحة الجسم بشكل عام وتقليل التوتر والتقلبات المزاجية.

• التمارين الهوائية (Cardio): مثل المشي السريع أو ركوب الدراجة، تعمل على تحسين تدفق الدم وتعزيز صحة القلب. كما أنها تساهم في تقليل الهبات الساخنة وتحسين نوعية النوم.

• التمارين المقوية للعظام (Weight-bearing exercises): مثل تمارين رفع الأثقال، التي تساعد في الحفاظ على كثافة العظام وتقلل من خطر الإصابة بهشاشة العظام.

• اليوغا والتأمل: تساعد تمارين اليوغا في تحسين مرونة الجسم وتقليل التوتر، بالإضافة إلى أنها تساهم في استعادة التوازن العقلي والنفسي، مما يساعد في تقليل تقلبات المزاج والأرق.

4. العلاج بالزيوت العطرية

تعد الزيوت العطرية من العلاجات الطبيعية التي تتمتع بقدرة فائقة على تقليل العديد من أعراض ما بعد انقطاع الطمث، مثل الأرق، الهبات الساخنة، والاكتئاب.

• زيت اللافندر: يُستخدم زيت اللافندر العطري كمهدئ طبيعي للمساعدة في تقليل التوتر وتحسين نوعية النوم. يمكن وضعه في جهاز موزع الزيوت العطرية أو استخدامه في حمام دافئ.

• زيت النعناع: يمكن أن يساعد زيت النعناع في تهدئة الصداع، وتحسين الدورة الدموية، وكذلك التقليل من شعور الهبات الساخنة.

• زيت الياسمين: يُستخدم لعلاج تقلبات المزاج والاكتئاب الذي قد يرافق فترة ما بعد انقطاع الطمث. له تأثير مهدئ ويساعد على تحسين حالة الجلد أيضًا.

5. العلاج بالمكملات الغذائية

تتوفر العديد من المكملات الغذائية الطبيعية التي يمكن أن تساعد في تحسين صحة المرأة بعد انقطاع الطمث وتخفيف الأعراض المزعجة. تجدر الإشارة إلى أنه ينبغي استشارة الطبيب قبل بدء تناول أي مكمل غذائي.

• مكملات نبات اليام: تحتوي على مركبات نباتية مشابهة للاستروجين، وتساعد في تخفيف أعراض الهبات الساخنة والقلق. تعتبر هذه المكملات خيارًا جيدًا للمساعدة في توازن الهرمونات.

• مكملات المغنيسيوم: تساعد في تحسين النوم وتهدئة التوتر. يمكن للمغنيسيوم أيضًا أن يساهم في تخفيف آلام العضلات والمفاصل، وهي مشكلة قد يعاني منها الكثير من النساء بعد انقطاع الطمث.

• مكملات فيتامين E: يعد فيتامين E من الفيتامينات المهمة لصحة الجلد والشعر، وله دور في تحسين صحة المهبل والتخفيف من الجفاف المهبلي.

6. تقنيات الاسترخاء والعناية الذاتية

تلعب تقنيات الاسترخاء دورًا هامًا في التعامل مع التوتر والقلق الناتج عن التغيرات الهرمونية. كما تساعد هذه التقنيات في تحسين جودة النوم، مما يعزز بشكل عام من جودة الحياة بعد انقطاع الطمث.

• التنفس العميق والتأمل: يساعد التنفس العميق في تحسين تدفق الأوكسجين إلى الجسم، مما يساهم في تقليل مستويات التوتر وزيادة التركيز. التأمل يساعد في تهدئة العقل وتحقيق حالة من الاسترخاء العقلي والجسدي.

• التدليك: يمكن أن يساعد التدليك العلاجي في تخفيف التوتر العضلي وتحسين الدورة الدموية. كما يساعد في تقليل الشعور بالتعب الناتج عن تغيرات الهرمونات.

• التدليك بالزيوت العطرية: استخدام الزيوت العطرية مثل زيت اللافندر أو زيت البابونج في التدليك يمكن أن يساعد في استرخاء الجسم والعقل ويقلل من القلق.

الخاتمة

تعتبر مرحلة ما بعد انقطاع الطمث فترة انتقالية طبيعية في حياة المرأة، ولكنها قد تحمل معها العديد من التحديات الصحية والنفسية. من خلال اتباع بعض العلاجات الطبيعية مثل الأعشاب الطبية، التغذية السليمة، ممارسة الرياضة، العلاج بالزيوت العطرية، المكملات الغذائية، وتقنيات الاسترخاء، يمكن تخفيف هذه الأعراض بشكل فعال وتحسين نوعية الحياة. بالطبع، من المهم أن تستشير المرأة الطبيب قبل البدء في أي علاج طبيعي، لتحديد الأنسب لها ولضمان عدم حدوث أي تداخل مع الأدوية أو الحالات الصحية الأخرى.