علاج دوار البحر والوقاية منه

تخلص من دوار البحر

دوار البحر هو حالة شائعة يعاني منها الكثير من الأشخاص عند التنقل عبر البحر، سواء كان ذلك على متن سفينة أو قارب أو حتى عند السفر بالطائرة أو في قطار متحرك. يصاب الشخص بدوار البحر نتيجة حركة مفاجئة وغير منتظمة للجسم أو بسبب تعارض بين ما يراه الشخص من تحركات في البيئة المحيطة وما يشعر به جسمه من توازن. ورغم أن دوار البحر قد يكون مزعجاً للغاية ويؤثر على تجربة السفر، إلا أن هناك عدة طرق وتقنيات يمكن اتباعها للتقليل من أعراضه والتخلص منه. في هذا المقال، سيتم مناقشة أسباب دوار البحر، أعراضه، علاجاته، وأساليب الوقاية منه.

أسباب دوار البحر

السبب الرئيسي وراء دوار البحر هو ما يُعرف بـ “الاختلاف الحسي”، حيث تتلقى الأذن الداخلية إشارات غير متوافقة مع تلك التي ترسلها العين إلى الدماغ. الأذن الداخلية، التي تُعتبر مركز التوازن في الجسم، تتفاعل مع الحركة التي يشعر بها الجسم في الفضاء المحيط، بينما قد لا تكون العين قادرة على متابعة هذه الحركة إذا كانت مغلقة أو مشوشة. هذا التناقض بين الإشارات يؤدي إلى شعور الشخص بالدوار أو الغثيان.

العوامل الأخرى التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بدوار البحر تشمل:

• الحالة النفسية: القلق أو الخوف قد يزيدان من حدة الأعراض.

• التغيرات في البيئة: التغيرات المفاجئة في سرعة أو اتجاه الحركة، مثل الرياح العاتية أو الأمواج العالية، يمكن أن تساهم في حدوث الدوار.

• التعب والإجهاد: الأفراد الذين يشعرون بالتعب أو قلة النوم قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بدوار البحر.

• الأطعمة والمشروبات: تناول الأطعمة الثقيلة أو المشروبات الكحولية قبل السفر قد يؤدي إلى زيادة الشعور بالغثيان.

أعراض دوار البحر

تتراوح أعراض دوار البحر بين الخفيفة والشديدة، وقد تظهر بشكل مفاجئ بعد دخول الشخص إلى البحر أو بعد فترة قصيرة من التنقل في وسائل النقل البحرية. تشمل الأعراض الشائعة:

1. الغثيان والقيء: قد يشعر الشخص برغبة شديدة في التقيؤ، وقد يؤدي الأمر في بعض الحالات إلى التقيؤ الفعلي.

2. الدوار وفقدان التوازن: يشعر الشخص بحالة من الدوران أو الارتباك، كما لو كان يتحرك حتى وإن كان ثابتاً.

3. العرق البارد: يصاب الشخص أحياناً بعرق بارد على الجسم بسبب زيادة النشاط العصبي الناتج عن الدوار.

4. التعب العام: يشعر الشخص بالإرهاق العام وعدم القدرة على التفاعل بشكل طبيعي مع المحيط.

5. الصداع: في بعض الأحيان، يرافق دوار البحر صداع قوي نتيجة التوتر العصبي.

العلاجات الطبيعية للتخلص من دوار البحر

لحسن الحظ، هناك العديد من الطرق الطبيعية التي يمكن اتباعها لتخفيف أعراض دوار البحر، بل وربما التخلص منها تماماً:

1. التنفس العميق والمنتظم: أحد الحلول الفعالة للتعامل مع دوار البحر هو التنفس العميق. هذا يساعد على تهدئة الأعصاب وعودة التنسيق بين الإشارات العصبية في الدماغ. يمكن أن يساعد التنفس البطيء والعميق في تقليل القلق والتوتر الذي يفاقم من الأعراض.

2. تناول الزنجبيل: يعتبر الزنجبيل من العلاجات الطبيعية الأكثر فعالية ضد دوار البحر. يحتوي الزنجبيل على مركبات تساعد في تهدئة المعدة وتقليل الغثيان. يمكن تناول الزنجبيل على شكل شراب، أو كبسولات، أو حتى مكملات غذائية.

3. استخدام زيت النعناع: يتميز زيت النعناع بخصائصه المهدئة التي تعمل على استرخاء الأمعاء والحد من التوتر. يمكن استنشاقه أو دهنه على منطقة البطن أو الصدغين.

4. شرب الماء الدافئ: الحفاظ على الترطيب المناسب أمر مهم أثناء التنقل في البحر. شرب الماء الدافئ يساعد في تهدئة المعدة وتحسين الدورة الدموية، مما يساهم في تقليل الإحساس بالدوار.

5. الراحة والاسترخاء: إذا شعرت بالأعراض، فإن الراحة والابتعاد عن المؤثرات الخارجية يمكن أن يساعد في تقليل حدة الأعراض. تأكد من الاسترخاء والجلوس في مكان ثابت على السفينة أو القارب، بعيدًا عن حركة الأمواج.

العلاجات الطبية والدوائية لدوار البحر

في بعض الحالات، قد لا تكون العلاجات الطبيعية كافية للتخلص من دوار البحر. في هذه الحالات، يمكن اللجوء إلى العلاجات الدوائية التي يوصي بها الأطباء لتخفيف الأعراض بشكل سريع وفعال. بعض الأدوية الشائعة التي قد تُستخدم في هذا السياق تشمل:

1. أدوية مضادة للهيستامين: مثل دواء “ديمينهيدرينات” (Dimenhydrinate) الذي يعمل على تثبيط التأثيرات الجانبية للدوار. يُستخدم هذا النوع من الأدوية عادة في حالات دوار البحر الخفيف إلى المعتدل.

2. أدوية مضادة للغثيان: مثل دواء “ميتوكلوبراميد” (Metoclopramide)، الذي يخفف من الشعور بالغثيان من خلال التأثير على الجهاز العصبي المركزي.

3. لاصقات مضادة للدوار: تتوافر بعض اللاصقات الطبية التي تحتوي على مركبات مثل “سكوبولامين” (Scopolamine)، والتي تعمل على تقليل الأعراض بشكل فعال عند تطبيقها خلف الأذن.

4. أدوية مضادة للدوار والقيء: أدوية مثل “أوندانسيترون” (Ondansetron) تعتبر فعالة في حالات الغثيان الشديد والقيء الناتج عن دوار البحر.

الوقاية من دوار البحر

بالإضافة إلى العلاجات والطرق المختلفة للتخفيف من دوار البحر، هناك بعض الإجراءات الوقائية التي يمكن اتخاذها للحد من فرص الإصابة به. ومن بين هذه الإجراءات:

1. اختيار المقعد المناسب: إذا كنت على متن سفينة أو قارب، يفضل الجلوس في الأماكن الأقل حركة، مثل الوسط. هذا سيقلل من التأثيرات الناتجة عن الأمواج وحركات السفينة.

2. تجنب الأطعمة الثقيلة: قبل السفر، من الأفضل تجنب تناول الأطعمة الثقيلة أو الحارة التي قد تزعج المعدة وتزيد من فرص الإصابة بالغثيان.

3. ممارسة الرياضة بانتظام: تقوية الجسم من خلال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام قد يساعد في تقليل تأثير دوار البحر، حيث يعزز ذلك التوازن العام للجسم.

4. استخدام أدوية وقائية: يمكن لبعض الأشخاص الذين يعانون من دوار البحر بشكل مزمن استخدام الأدوية الوقائية التي تحتوي على مكونات مثل السكوبولامين قبل السفر.

5. التركيز على نقطة ثابتة: عند الشعور بأعراض الدوار، يفضل التركيز على نقطة ثابتة في الأفق، مثل نقطة على الشاطئ أو على السماء. هذا يساعد في تثبيت التوازن بين ما يراه الشخص وما يشعر به جسمه.

الخاتمة

على الرغم من أن دوار البحر يعد من الحالات المزعجة، إلا أن هناك العديد من الطرق الفعالة لتخفيف أعراضه والتقليل من تأثيره. سواء من خلال العلاجات الطبيعية مثل الزنجبيل والنعناع، أو باستخدام الأدوية التي توصف من قبل الأطباء، يمكن لكل شخص أن يجد حلاً يناسب حالته. كما أن الوقاية تعد عنصرًا أساسيًا في تقليل فرص الإصابة بدوار البحر، من خلال اتخاذ احتياطات بسيطة مثل اختيار المقعد المناسب وتجنب الأطعمة الثقيلة.