علاج تقصف الشعر والوقاية منه

تقصف الشعر: الأسباب، الأنواع، الوقاية والعلاج الشامل

يُعدّ تقصف الشعر أحد أبرز المشاكل الشائعة التي يعاني منها الأفراد من مختلف الأعمار والفئات، وهو مؤشر واضح على وجود ضعف أو ضرر في بنية الشعرة. تتعدد الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى تقصف الشعر، وتتداخل الجوانب الصحية، البيئية، والسلوكية في التأثير على صحة الشعر ومظهره. في هذا المقال المفصل، سيتم تناول تقصف الشعر من منظور علمي شامل، بدءاً من تعريفه، أسبابه، أنواعه، وطرق الوقاية والعلاج، مروراً بتأثيراته النفسية والجمالية، وانتهاءً بأحدث الأبحاث والعلاجات الطبية والتجميلية.

تعريف تقصف الشعر

تقصف الشعر (Hair Splitting أو Hair Breakage) هو حالة تلف في ألياف الشعر تؤدي إلى انقسام طرف الشعرة إلى قسمين أو أكثر. يحدث هذا نتيجة لتدهور الطبقة الخارجية الواقية للشعرة، المعروفة باسم القشرة (cuticle)، والتي تحمي الطبقة الداخلية الليفية. حين تضعف هذه الطبقة أو تتعرض للتآكل، تفقد الشعرة مرونتها ومتانتها، ما يؤدي إلى انشقاق أطرافها أو تكسرها على طول الساق.

البنية البيولوجية للشعر لفهم التقصف

لفهم ظاهرة التقصف بعمق، يجب أولاً التعرف على التركيب المجهري للشعرة، حيث تتكون من ثلاث طبقات أساسية:

1. النخاع (Medulla): هو الجزء الداخلي من الشعرة وغالباً ما يكون غير موجود في الشعر الخفيف أو الناعم.

2. القشرة (Cortex): تمثل الجزء الأكبر من الشعرة وتحتوي على البروتينات والكيراتين الذي يمنح الشعر قوته ولونه.

3. الطبقة الخارجية أو القشيرة (Cuticle): تتكون من خلايا مسطحة مغطاة ببروتين، تشبه القشور، وهي التي تحمي القشرة من العوامل الخارجية.

عند تضرر الطبقة الخارجية، تصبح القشرة مكشوفة، مما يجعل الشعرة عرضة لفقدان الترطيب، والتكسر، والانقسام.

الأسباب الرئيسية لتقصف الشعر

1. العوامل الميكانيكية

• التمشيط العنيف: استخدام فراشي قاسية أو تمشيط الشعر وهو مبلل يؤدي إلى إجهاد ألياف الشعر.

• ربط الشعر بإحكام: استخدام أربطة ضيقة أو تسريحات شديدة الشد مثل الكعكة المشدودة أو الضفائر المشدودة يسبب تكسر الشعر وتقصفه عند النقاط الضعيفة.

• قص الشعر بأدوات غير حادة: قد يؤدي استخدام مقصات غير مخصصة للشعر إلى تدمير نهاية الشعرة بدل قصها بشكل نظيف.

2. العوامل الحرارية

• الاستعمال المتكرر لأدوات التصفيف الحراري: المجفف الكهربائي، مكواة التجعيد، ومكواة الفرد كلها تولد حرارة عالية تسبب تبخر الماء داخل الشعرة وتفقدها مرونتها، مما يؤدي إلى تقصفها.

3. العوامل الكيميائية

• الصبغات والمواد الكيميائية: المنتجات المحتوية على الأمونيا أو بيروكسيد الهيدروجين أو الكبريتات تهاجم بنية الشعر وتضعف الروابط البروتينية.

• الفرد الكيميائي وتمويج الشعر: هذه العمليات تسبب تغييراً دائماً في بنية الشعر وتؤدي إلى تدمير القشرة.

4. العوامل البيئية

• التعرض المفرط لأشعة الشمس: الأشعة فوق البنفسجية تضعف بروتينات الشعر وتفكك روابطه الكيميائية.

• الكلور والماء المالح: يتسبب الكلور الموجود في حمامات السباحة في تجريد الشعر من الزيوت الطبيعية، في حين أن الملح يسبب جفافاً يؤدي للتقصف.

5. سوء التغذية والعوامل الصحية

• نقص الفيتامينات والمعادن: خاصة فيتامينات B وC وE، والزنك، والحديد، تؤثر سلباً على صحة فروة الرأس ونمو الشعر.

• اضطرابات الغدة الدرقية والهرمونات: تؤثر بشكل كبير على بنية الشعر وقدرته على مقاومة التقصف.

أنواع تقصف الشعر

يمكن تصنيف تقصف الشعر إلى أنواع عدة، بناءً على الشكل الذي تتخذه الشعرة عند الانقسام:

المؤشرات الدالة على وجود تقصف

• مظهر خشن وغير متجانس في أطراف الشعر

• تساقط جزئي عند التمشيط أو الغسيل

• أطراف متشابكة أكثر من المعتاد

• صعوبة في تمشيط الشعر من الأطراف

• فقدان لمعان الشعر ومرونته

التأثيرات النفسية والجمالية

تقصف الشعر لا يؤثر فقط على المظهر الخارجي، بل يمتد أثره إلى الصحة النفسية والثقة بالنفس، خاصة لدى النساء. فالشعر يُعد رمزاً للجمال والأنوثة، وتقصفه يخلق شعوراً بالإحراج، وقد يؤدي إلى اللجوء لحلول جذرية مثل القص الكامل أو الاعتماد المفرط على مستحضرات التجميل.

الوقاية من تقصف الشعر

• استخدام مشط بأسنان واسعة من الخشب أو البلاستيك المقاوم للكهرباء الساكنة

• تجفيف الشعر برفق باستخدام المنشفة دون فرك

• تجنب تعريض الشعر للحرارة المفرطة بشكل يومي

• استخدام مستحضرات تحتوي على مكونات طبيعية مرطبة مثل زيت الأركان، زيت جوز الهند، الصبار، أو بروتينات الحرير

• قص أطراف الشعر كل 6 إلى 8 أسابيع لمنع انتشار التقصف

• ارتداء قبعة عند التعرض للشمس أو أثناء السباحة

• تناول نظام غذائي متوازن غني بالبروتين والفيتامينات

علاج تقصف الشعر

العلاجات المنزلية

1. حمامات الزيوت الطبيعية: مثل زيت الزيتون، زيت اللوز، زيت جوز الهند، والتي تعيد الترطيب وتحمي القشرة الخارجية.

2. ماسك البيض والعسل: غني بالبروتين والمرطبات، يعيد للشعر مرونته ولمعانه.

3. استخدام الحناء الطبيعية: تقوي جذور الشعر وتغلف القشرة الخارجية.

العلاجات التجميلية

• قص الأطراف المتقصفة: الحل الأمثل للتخلص من الضرر واستعادة مظهر صحي.

• العلاج بالبروتين والكيراتين: يتم في صالونات التجميل ويهدف إلى ترميم ألياف الشعر المتضررة.

• الأمبولات المغذية للشعر: تحتوي على مكونات فعالة يتم تدليكها مباشرة على فروة الرأس لتقوية بصيلات الشعر.

المنتجات الطبية والصيدلانية

• سيرومات مخصصة لمنع التقصف

• بلسم غني بالكيراتين والأحماض الأمينية

• شامبوهات خالية من الكبريتات

العلاجات الحديثة وتقنيات الطب التجميلي

في السنوات الأخيرة، ظهرت تقنيات متقدمة للعناية بالشعر والتعامل مع التقصف، منها:

• العلاج بالميزوثيرابي: يستخدم حقن دقيقة تحتوي على فيتامينات ومحفزات نمو للشعر.

• العلاج بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP): يُعتمد لتحفيز إنتاج الكولاجين والبروتينات داخل بصيلات الشعر.

• الليزر منخفض المستوى (LLLT): يحفز الدورة الدموية في فروة الرأس ويعزز من جودة الشعر.

جدول مقارنة بين العلاجات المختلفة لتقصف الشعر

الخلاصة

تقصف الشعر لا يُعد مجرد عارض تجميلي بسيط، بل هو علامة على خلل أو نقص في العناية أو في النظام الغذائي أو في التعامل مع الشعر. ومن خلال فهم الأسباب والعوامل المرتبطة به، يمكن الوقاية منه ومعالجته بشكل علمي وفعّال. الدمج بين العناية الخارجية والداخلية، إلى جانب اعتماد ممارسات صحية مستمرة، هو الطريق الأمثل للحفاظ على شعر قوي، لامع، وخالٍ من التقصف.

المراجع العلمية:

1. Journal of Cosmetic Dermatology – “Hair shaft damage: Understanding and preventing hair breakage”

2. American Academy of Dermatology – “Hair care and hair damage prevention tips”