اسلوب حياة

علاج تساقط الشعر للرجال

تساقط الشّعر لدى الرّجال: الحلول والعلاجات

يُعد تساقط الشعر من أبرز القضايا الجمالية والصحية التي يعاني منها عددٌ كبير من الرجال حول العالم، حيث يمتد تأثيره إلى ما هو أبعد من الجانب الجسدي، ليشمل أيضاً الجوانب النفسية والاجتماعية. يشكل تساقط الشعر مصدر قلق دائم، وغالباً ما يكون له تأثير مباشر على الثقة بالنفس والصورة الذاتية. ومع تزايد عدد الرجال الذين يعانون من هذه المشكلة في سنٍّ مبكرة أو متأخرة، ازداد الاهتمام بالبحث عن حلول فعّالة وآمنة للتعامل مع هذه الظاهرة، سواء عبر وسائل طبيعية، أو طبية، أو جراحية.

الأسباب الرئيسية لتساقط الشّعر لدى الرّجال

لفهم كيفية علاج تساقط الشعر، يجب أولاً التعمق في الأسباب الكامنة وراءه، وهي غالباً ما تكون متعددة ومتداخلة، ومن أبرزها:

1. العوامل الوراثية (الصلع الوراثي)

تُعتبر العوامل الوراثية من الأسباب الأكثر شيوعاً لتساقط الشعر عند الرجال، ويُعرف هذا النوع من التساقط بالصلع الذكوري النمطي (Androgenetic Alopecia). يحدث نتيجة لحساسية بصيلات الشعر لهرمون ديهدروتستوستيرون (DHT)، وهو ناتج ثانوي من هرمون التستوستيرون، يؤدي إلى تقلص حجم البصيلات وتقصير دورة حياة الشعر تدريجياً.

2. التوتر والضغط النفسي

يُعد التوتر المستمر عاملاً محفزاً لتساقط الشعر المؤقت والمزمن. حيث يُسبب التوتر إفراز هرمونات معينة تؤثر سلباً على الدورة الطبيعية لنمو الشعر، وتدفعه إلى الدخول في مرحلة الراحة (Telogen Phase)، مما يؤدي إلى تساقطه بكثرة.

3. سوء التغذية ونقص الفيتامينات

يلعب النظام الغذائي دوراً حيوياً في صحة الشعر. نقص العناصر الغذائية الأساسية مثل الزنك، الحديد، البيوتين، وفيتامين D قد يؤدي إلى ضعف بنية الشعر وتكسره وتساقطه. كما أن الحميات الغذائية القاسية وغير المتوازنة تؤثر بشكل مباشر على صحة فروة الرأس والشعر.

4. اضطرابات الغدة الدرقية

تلعب الهرمونات دوراً مهماً في تنظيم نمو الشعر، وأي اضطراب في عمل الغدة الدرقية، سواء بالقصور أو فرط النشاط، قد يسبب تساقط الشعر بشكل ملحوظ. وغالباً ما يكون هذا التساقط منتشرًا على نطاق واسع في فروة الرأس.

5. الأدوية والعلاجات الكيميائية

بعض الأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم، الاكتئاب، أمراض القلب، وحتى بعض المضادات الحيوية، قد تؤدي إلى تساقط الشعر كأثر جانبي. كذلك فإن العلاجات الكيميائية للسرطان تُعد من أكثر الأسباب وضوحاً لتساقط الشعر الكثيف.

6. العوامل البيئية وسوء العناية بالشعر

الاستعمال المفرط للمواد الكيميائية كالصبغات، ومثبتات الشعر، والشامبوهات ذات التركيبات القاسية، قد يضعف الشعر ويؤدي إلى تقصفه وتساقطه. كما أن التعرض المتكرر لأشعة الشمس والحرارة العالية دون حماية، يُسرّع من تدهور صحة فروة الرأس والشعر.


أنواع تساقط الشعر عند الرجال

يوجد عدة أنواع لتساقط الشعر الذكوري، وتختلف في الشكل والمسببات، وأبرزها:

  • الصلع الذكوري الوراثي: يبدأ من جانبي الجبهة ويتراجع تدريجياً إلى الخلف، مسبباً نمطاً يشبه الحرف “M”.

  • تساقط الشعر الكربي (Telogen Effluvium): يحدث بعد صدمة نفسية أو جسدية ويؤدي إلى تساقط مفاجئ وبكميات كبيرة.

  • داء الثعلبة (Alopecia Areata): نوع من أمراض المناعة الذاتية يسبب تساقط الشعر على شكل بقع دائرية.

  • تساقط الشعر الناتج عن الشدّ (Traction Alopecia): ينتج عن شد الشعر المستمر مثل تسريحات الشعر الضيقة.


العلاجات الدوائية والطبية المعتمدة

1. المينوكسيديل (Minoxidil)

يُعتبر من أكثر العلاجات الموضعية شيوعاً لتساقط الشعر، وهو متاح دون وصفة طبية بتركيزين 2% و5%. يعمل على توسيع الأوعية الدموية في فروة الرأس، مما يزيد من تدفق الدم ويحفز بصيلات الشعر للنمو. تظهر نتائجه خلال 3 إلى 6 أشهر من الاستخدام المنتظم.

2. الفيناسترايد (Finasteride)

هو دواء يُؤخذ عن طريق الفم بوصفة طبية، يعمل على تثبيط إنزيم 5-ألفا ريدوكتاز المسؤول عن تحويل التستوستيرون إلى DHT، مما يبطئ أو يوقف تساقط الشعر. يتطلب الاستخدام اليومي والمنتظم، وقد تظهر آثاره الجانبية في بعض الحالات مثل انخفاض الرغبة الجنسية.

3. العلاج بالليزر منخفض المستوى (LLLT)

تقنية حديثة تعتمد على تسليط أشعة ليزر منخفضة الكثافة على فروة الرأس، لتحفيز الدورة الدموية وتحفيز البصيلات. أظهرت بعض الدراسات فعالية هذا العلاج في تحسين كثافة الشعر بعد عدة جلسات أسبوعية.

4. حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP)

تقوم هذه التقنية على سحب عينة دم من المريض، واستخلاص البلازما المركزة بالصفائح الدموية، ثم إعادة حقنها في فروة الرأس. تعمل الصفائح الدموية على تعزيز نمو الشعر عن طريق تحفيز عوامل النمو. يُعتبر من العلاجات الواعدة ولكن نتائجه تختلف حسب الحالة.


العلاجات الجراحية وزراعة الشعر

زراعة الشعر الطبيعي

أصبحت زراعة الشعر من الحلول الجذرية والفعالة في حالات تساقط الشعر المتقدمة، خصوصاً للرجال الذين يعانون من الصلع الوراثي. يتم فيها نقل بصيلات شعر حية من مناطق كثيفة النمو (غالباً الجزء الخلفي من الرأس) إلى المناطق المصابة بالصلع. تتنوع تقنيات الزراعة بين:

  • تقنية الشريحة FUT: تُزال فيها شريحة من الجلد تحتوي على البصيلات ثم تُزرع في المناطق المصابة.

  • تقنية الاقتطاف FUE: تُقتطف البصيلات بشكل فردي وتُزرع بدقة، وهي الأكثر تطوراً وأقل ضرراً.

زراعة الشعر الصناعي

يُستخدم في حالات لا يمكن فيها إجراء زراعة طبيعية، ويتم زرع شعيرات صناعية مصنوعة من ألياف متوافقة مع الجسم. غير أن هذا النوع يحمل بعض المخاطر من حيث الحساسية أو الالتهاب.


العلاجات الطبيعية والتكميلية

تُفضل بعض الحالات اللجوء إلى العلاجات الطبيعية إما لتكلفتها المنخفضة أو لتقليل الآثار الجانبية. ومن أبرز هذه الطرق:

1. الزيوت الطبيعية

مثل زيت الخروع، زيت جوز الهند، زيت الروزماري، وزيت الأرغان. تحتوي هذه الزيوت على مضادات أكسدة وأحماض دهنية تعزز صحة فروة الرأس وتُغذي البصيلات.

2. المكملات الغذائية

مكملات البيوتين، الزنك، فيتامين D، وفيتامين B12 تعتبر من أهم العوامل المساعدة على تقوية الشعر، خصوصاً في حالات التساقط الناتج عن نقص تغذوي.

3. الحناء والصبار

استخدام الحناء كعلاج طبيعي لفروة الرأس والصبار كمهدئ ومُحفز للنمو يمكن أن يساعد في تحسين بنية الشعر وتقليل تساقطه.


العادات الصحية للوقاية من تساقط الشعر

للوقاية من تساقط الشعر أو الحدّ من تفاقمه، ينصح باتباع مجموعة من العادات اليومية الصحية:

  • الغذاء المتوازن: الحرص على تناول الخضروات، البروتينات، الأحماض الدهنية أوميغا 3.

  • النوم الكافي: الراحة الجيدة تساعد في تقليل مستويات التوتر وتنظيم الهرمونات.

  • الابتعاد عن المواد الكيميائية القاسية: تجنب الصبغات ومثبتات الشعر غير الطبيعية.

  • تنظيف فروة الرأس بانتظام: لتفادي انسداد المسام وتراكم الدهون.

  • تدليك فروة الرأس: بشكل يومي أو أسبوعي لتحفيز الدورة الدموية.


جدول يوضح مقارنة بين أهم العلاجات:

العلاج الشكل المدة الزمنية لظهور النتائج الفعالية المتوقعة الملاحظات الرئيسية
المينوكسيديل موضعي 3-6 أشهر متوسطة إلى جيدة يحتاج للاستمرار الدائم
الفيناسترايد فموي 4-6 أشهر جيدة جداً قد يسبب آثاراً هرمونية
زراعة الشعر جراحي 6-12 شهر عالية جداً تتطلب مهارة طبية وخبرة
البلازما PRP حقن موضعي 3 أشهر وما فوق متوسطة تختلف حسب الحالة الفردية
الليزر LLLT أجهزة منزلية 12 أسبوع أو أكثر متوسطة آمنة ولكن باهظة الثمن
الزيوت والمكملات طبيعي غير محدد ضعيفة إلى متوسطة تُستخدم كمساعد وليس علاج رئيسي

الاتجاهات الحديثة في علاج تساقط الشعر

شهد الطب التجميلي والبحث العلمي تطوراً ملحوظاً في مجال مكافحة تساقط الشعر، ومن أبرز الابتكارات:

  • العلاجات الجينية: التي تسعى إلى تعديل الاستجابة الهرمونية لبصيلات الشعر.

  • العلاج بالخلايا الجذعية: تقنية ناشئة تعمل على إعادة تحفيز نمو الشعر عبر تجديد الأنسجة.

  • المستحضرات النانوية: تسهل امتصاص المواد الفعالة في فروة الرأس وتعزز فعالية العلاجات الموضعية.


المصادر والمراجع

  • American Academy of Dermatology (AAD): Hair Loss in Men

  • Mayo Clinic: Hair loss – Causes and treatment options