علاج بحة الصوت من البرد: الأسباب والطرق الفعّالة للتخلص منها
تعد بحة الصوت من الأعراض الشائعة التي قد يعاني منها الكثيرون نتيجة لتعرضهم لنزلات البرد. يعتبر الصوت أداة أساسية للتواصل اليومي، وعندما يواجه الإنسان صعوبة في التعبير عن نفسه بسبب بحة الصوت، فإن هذا قد يؤثر على قدرته على التفاعل الاجتماعي والمجال المهني، مما يجعله يبحث عن حلول فعّالة للتخلص من هذه المشكلة. في هذا المقال، سنتناول أسباب بحة الصوت الناتجة عن البرد وطرق علاجها والتخفيف من حدتها.
1. ما هي بحة الصوت؟
بحة الصوت هي تغيّر في الصوت الطبيعي نتيجة لتأثر الحبال الصوتية. تحدث هذه الحالة عندما تصبح الحبال الصوتية، التي هي الأنسجة المسؤولة عن إنتاج الصوت، ملتهبة أو متهيجة. نتيجة لهذه الالتهابات، يصبح الصوت غير واضح أو خشن، ويشعر المصاب بصعوبة في التحكم في درجة الصوت أو النغمة.
2. أسباب بحة الصوت الناتجة عن البرد
تعد نزلات البرد أكثر الأسباب شيوعًا لبحة الصوت، حيث يصاحب البرد عادةً التهابات في الحلق والجهاز التنفسي العلوي، والتي تؤثر بدورها على الحبال الصوتية. فيما يلي بعض الأسباب التي تؤدي إلى بحة الصوت بسبب البرد:
2.1 التهاب الحنجرة
الحنجرة هي جزء من الحلق يحتوي على الحبال الصوتية، وعندما تصاب الحنجرة بالتهاب نتيجة للبرد، تصبح الحبال الصوتية ملتهبة، مما يؤدي إلى بحة الصوت. يرافق هذا عادةً أعراض أخرى مثل السعال والتهاب الحلق وصعوبة في البلع.
2.2 الجفاف
عند الإصابة بنزلة برد، قد يعاني المريض من جفاف الحلق نتيجة لارتفاع درجة الحرارة أو السعال المستمر. الجفاف يجعل الحبال الصوتية أقل مرونة ويسبب خشونة في الصوت.
2.3 السعال المستمر
السعال هو من الأعراض الشائعة لنزلات البرد، وعندما يطول لفترة زمنية طويلة، قد يتسبب في إلحاق الضرر بالحبال الصوتية، مما يؤدي إلى بحة الصوت.
2.4 المخاط الزائد
أثناء نزلة البرد، يعاني الجسم من زيادة في إفراز المخاط، والذي يمكن أن يتجمع في الحلق ويؤدي إلى التهيج والالتهاب، مما يؤثر على الصوت.
3. الأعراض المصاحبة لبحة الصوت بسبب البرد
تختلف حدة بحة الصوت بناءً على شدة التهيج أو الالتهاب في الحبال الصوتية، لكن هناك بعض الأعراض المصاحبة التي يمكن أن تساعد في تشخيص الحالة:
-
صعوبة في الكلام: يشعر الشخص بأن صوته خشن أو غير واضح. في الحالات الأكثر شدة، قد يصعب على المريض التحدث بصوت مرتفع.
-
التهاب الحلق: عادةً ما يصاحب بحة الصوت التهاب في الحلق والشعور بألم عند البلع.
-
السعال: قد يكون السعال جزءًا من أعراض البرد التي ترافق بحة الصوت، حيث يؤدي السعال المستمر إلى تهيج الحنجرة.
-
إفرازات مخاطية: يشعر المريض بتجمع المخاط في الحلق أو الأنف، وهو ما قد يتسبب في تهيج الصوت.
4. طرق علاج بحة الصوت من البرد
يختلف علاج بحة الصوت الناتجة عن البرد حسب شدة الحالة، لكن هناك العديد من الطرق الفعّالة التي يمكن اتباعها لتخفيف الأعراض وعودة الصوت إلى طبيعته. وفيما يلي بعض الطرق الطبيعية والطبية التي قد تساهم في علاج بحة الصوت الناتجة عن البرد:
4.1 الراحة الصوتية
من أهم خطوات العلاج هو منح الصوت راحة كاملة. يجب تجنب التحدث قدر الإمكان أو التحدث بصوت منخفض وبطريقة هادئة. إذا كانت الحالة شديدة، يفضل التزام الصمت لفترة حتى تخف الالتهابات.
4.2 الترطيب
تعتبر رطوبة الحلق والحنجرة عاملاً أساسياً في استعادة صحة الصوت. لذا يوصى بشرب كميات كبيرة من السوائل الدافئة مثل الماء الدافئ مع العسل، والشاي بالأعشاب مثل شاي الزنجبيل أو النعناع، والتي تساعد في تهدئة الحنجرة.
4.3 الغرغرة بالماء والملح
غسل الفم بالماء الدافئ والملح يعد من العلاجات التقليدية الفعالة لعلاج التهاب الحلق. تعمل هذه الغرغرة على تقليل التورم والتخفيف من الألم الذي قد يصاحب البحة.
4.4 استنشاق البخار
يمكنك استنشاق البخار للتخفيف من التهيج والتخلص من المخاط الزائد. يمكن فعل ذلك عن طريق استنشاق بخار الماء الساخن، أو استخدام جهاز الترطيب في المنزل لزيادة الرطوبة في الهواء، مما يساعد على تهدئة الحنجرة.
4.5 تجنب المواد المهيجة
من الأفضل تجنب المواد التي قد تهيج الحنجرة مثل الدخان والعطور القوية، بالإضافة إلى تجنب المشروبات الكحولية والمشروبات التي تحتوي على الكافيين، لأنها تؤدي إلى جفاف الحنجرة.
4.6 العسل والليمون
يعد العسل من العلاجات الطبيعية الفعالة لتهدئة الحلق الملتهب. يمكن مزج ملعقة من العسل مع عصير نصف ليمونة في كوب من الماء الدافئ. يساعد هذا الخليط على تهدئة الحلق والتخفيف من بحة الصوت.
4.7 أدوية مضادة للالتهاب
في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب باستخدام أدوية مضادة للالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) مثل الإيبوبروفين لتقليل التورم والألم في الحنجرة. يمكن أيضًا استخدام أدوية مضادة للهستامين في حال كانت بحة الصوت ناتجة عن الحساسية.
4.8 الإقلاع عن العادات السيئة
تعتبر بعض العادات السيئة مثل الصراخ أو الحديث بصوت مرتفع لفترات طويلة من الأسباب التي تساهم في تهيج الحبال الصوتية. لذلك يجب تجنب هذه العادات لضمان شفاء الحبال الصوتية بشكل سريع.
4.9 زيارة الطبيب
إذا استمرت بحة الصوت لفترة طويلة أو إذا كانت مصحوبة بأعراض أخرى مثل الحمى أو صعوبة في التنفس، يجب على الشخص زيارة الطبيب لتحديد السبب الدقيق ومعرفة العلاج المناسب. قد يتطلب الأمر إجراء فحص للحبال الصوتية أو الحنجرة لتحديد ما إذا كان هناك التهاب حاد أو أي مشاكل أخرى.
5. الوقاية من بحة الصوت الناتجة عن البرد
على الرغم من أنه لا يمكن تجنب نزلات البرد بشكل كامل، إلا أن هناك بعض الإجراءات الوقائية التي يمكن اتخاذها لتقليل خطر الإصابة ببحة الصوت بسبب البرد:
-
تقوية جهاز المناعة: تناول غذاء صحي متوازن يحتوي على الفواكه والخضروات، وشرب كميات كافية من الماء للحفاظ على ترطيب الجسم.
-
تجنب التعرض للهواء البارد: عند الخروج في الطقس البارد، يجب تغطية الحلق والرقبة جيدًا.
-
الحفاظ على نظافة اليدين: يساعد غسل اليدين بانتظام على تقليل فرص انتقال الفيروسات المسببة لنزلات البرد.
6. متى يجب زيارة الطبيب؟
إذا لم تتحسن بحة الصوت خلال أيام قليلة، أو إذا كانت مصحوبة بأعراض شديدة مثل الألم الحاد في الحنجرة أو صعوبة في التنفس، يجب على الشخص استشارة الطبيب. قد يكون هنالك التهاب حاد أو مشكلة أخرى تتطلب العلاج الطبي المتخصص.
7. الخلاصة
تعد بحة الصوت الناتجة عن البرد من الأعراض المزعجة التي قد تؤثر على جودة الحياة اليومية، لكن مع العلاج المناسب والعناية الذاتية، يمكن التخلص منها بشكل سريع وفعال. من خلال اتخاذ بعض التدابير مثل الراحة الصوتية، الترطيب، والتغذية الجيدة، يمكن للشخص أن يتعافى بسرعة ويستعيد صوته الطبيعي.
