في كتابها الرائع “عقل جميل: سيرة ذاتية لجون فوربس ناش الابن الفائز بجائزة نوبل في الاقتصاد عام 1994″، تقدم سيلفيا ناصر لقارئها رحلة مثيرة ومؤثرة تعيد بناء حياة عبقري رياضي تم قطع مسيرته المهنية بواسطة الفصام، لكنه بعد ثلاثة عقود من المرض العقلي المدمر، استعاد عقله بشكل معجز ونال شرف الفوز بجائزة نوبل. “عقل جميل” يتتبع الصعود الشاهق لجون فوربس ناش الابن، عبقري وأسطورة في سن الثلاثين، الذي أذهل عالم الرياضيات بحل سلسلة من المشكلات العميقة التي اعتبرها آخرون “مستحيلة”.
ومع ارتفاع شهرته، عاش ناش لحظة كارثية من انهيار عقلي وبدأ في هبوط مروع إلى جنونه، مستقيلًا من وظيفته في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وانزواء في سلسلة من الهواجس الغريبة، ليصبح في النهاية شخصًا يتجول في عالم الأحلام في برينستون، يكتب رسائل رقمية على السبورات السوداء. كان تقريبًا قد تناسى من قبل العالم الخارجي – حتى بشكل مدهش، خرج من جنونه ليحقق إعجاب العالم.
إن “عقل جميل” ليس فقط إنجازًا في الكتابة السيرية، بل هو نظرة مثيرة أيضًا إلى الطبيعة الاستثنائية والهشة للعبقرية. يقدم الكتاب نافذة فريدة إلى عالم النفس والفصام، ويتناول قضايا نفسية هامة. ناصر تبرز في تأليفها تأثير المرض العقلي على المبدعين وكيف يمكن للإرادة والقوة الداخلية أن تحول دون الهلاك النهائي.
“عقل جميل”، الذي نشرته دار النشر سايمون وشوستر في مايو من عام 1999، يعتبر إضافة قيمة إلى أدب السير الذاتية والأعمال الأدبية التي تستكشف التحديات النفسية والروحية في وجه العبقرية والجنون.